ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







الدعوة الإسلامية في شبه جزيرة القرم تاريخها المأساوي و واقعها المشرق

المصدر: مجلة الدراسات العربية
الناشر: جامعة المنيا - كلية دار العلوم
المؤلف الرئيسي: العنجري، وليد إبراهيم (مؤلف)
المجلد/العدد: ع 24, مج3
محكمة: نعم
الدولة: مصر
التاريخ الميلادي: 2011
الشهر: يونيو
الصفحات: 1347 - 1416
ISSN: 1110-6689
رقم MD: 382381
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات: AraBase
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

100

حفظ في:
المستخلص: لقد تناولت الدراسة التي بين أيدينا واقع الدعوة الإسلامية المشرق في شبه جزيرة القرم، كما استعرضت قبل ذلك التاريخ المأساوي والأليم الذي مرّ به هذا الشعب المسلم المنكوب القاطن في شبه جزيرة شمال البحر الأسود جنوب جمهورية أوكرانيا. إن السبب الرئيس لبحث واقع الدعوة الإسلامية في هذا القطر من العالم كونه يحكي قصة شعب مسلم منسي تم تهجيره عن بكرة أبيه عن وطنه، وهو اليوم يعود ليس فقط إلى وطنه الجميل بل إلى دينه وهويته التي أراد أعداؤه أن تمسخ مسخاً! لقد كانت هذه الدراسة محصلة بحث ميداني قام به الباحث إلى القرم عام 1426هـ- 2005م، واجتهد الباحث في الوصول إلى المعلومة من مصادر عدة سعياً لتوثيقها والتحقق منها. إن الإسلام الذي خالط شغاف قلوب أهل القرم وضحوا في سبيله كل تلك التضحيات قد دخل إلى شبه الجزيرة في القرن الرابع الهجري (العاشر الميلادي) ثم كانت للمسلمين بعد ذلك دولة قوية هناك يقودها أحفاد جنكيز خان الذين هداهم الله لهذا الدين فصاروا دعاة إليه مدافعين عنه بالغالي والنفيس، وبلغت تلك الدولة المغولية المسلمة أوج قوتها في القرنين الخامس عشر والسادس عشر الميلاديين إلى درجة أن قيصر موسكو حينئذ كان يدفع الجزية لسلطان المسلمين في القرم. غير أن الأيام دول، ودوام الحال من المحال، فقد استقوت موسكو، واستطاع قياصرتها المدفوعين بالتعصب الصليبي السيطرة على بلاد المسلمين في تلك الأصقاع، وارتكبت روسيا القيصرية أبشع المجازر في حق المسلمين، محاولة تنصيرهم أو تهجيرهم قسراً وتوطين الروس مكانهم لاسيما في عهد كاترين الثانية، ثم جاء من بعدهم البلاشفة الشيوعيون مطلع القرن العشرين ليواصلوا مسيرة أسلافهم لطمس ما تبقى من معالم الدين، غير أن الجريمة الكبرى التي ارتكبها هؤلاء الملاحدة حين هجروا الشعب المسلم عن بكرة أبيه إلى مجاهل سيبيريا وإلى أوزبكستان وقزغيزيا -حيث مات كثير منهم في الطريق من شدة البرد- في شهر مايو من عام 1944م متهمين إياه بالخيانة والتعاون مع الجيش الألماني في الحرب العالمية الثانية، وهي تهمة برّأهم منها الاتحاد السوفيتي السابق بعد ذلك!! واليوم .. وبعد أن أذن الله بسقوط الشيوعية وتفكك منظومة الاتحاد السوفيتي السابق تنفّس المسلمون في عموم روسيا الصعداء، وأصبح إقليم القرم تابعاً لجمهورية أوكرانيا منذ عام 1991م، وبدأت منذ ذلك الحين مسيرة العودة الميمونة إلى الوطن بل وإلى الدين والهوية التي حوربت ردحاً طويلاً من الزمن! غير أن هذه العودة المباركة إلى الدين بحاجة إلى الترشيد والتسديد لاسيما مع ندرة العلماء؛ لذا فقد اجتهد الدعاة المخلصون ومعهم الشعب المؤمن بالله تعالى في بناء مساجدهم المدمرة والمصادرة حيث بلغ عددها هذا العام (2011م) مائتين وثمانين مسجداً، مع العلم أن عددها في مطلع القرن العشرين -قبيل مجيء البلاشفة الشيوعيين إلى الحكم- قد بلغ ألفاً وستمائة وستين (1660) مسجداً!! ولم تتوقف جهود الدعاة العاملين عند إعادة بناء المساجد -رغم أهميتها- بل شرعوا أيضاً ببناء المراكز الدعوية، وإنشاء المدارس والمعاهد الشرعية، كما بدأت حركة نشطة لترجمة وطباعة الكتاب والشريط الإسلامي، وتسيير القوافل الدعوية لتعليم أبناء المسلمين في القرى النائية، وجعلوا من الوسائل الإعلامية المقروءة والمسموعة والمرئية أداة لتبليغ رسالة الإسلام ونشر مبادئ الخير والعدل والفضيلة بين الشعب القرمي.

ISSN: 1110-6689

عناصر مشابهة