المستخلص: |
من المعلوم أن حضور الصحابة في تراث المغرب والأندلس عموماً كان حضوراً مميزاً بفضل ما بذلوه من جهود في نشر الإسلام، وتحقيق الوئام بين ساكني تلك المناطق، مما مكنهم من أن يحظوا بالكثير من مظاهر التقدير والعناية كما يتجلى ذلك في عديد من المجالات. ويمكن اعتبار موسوعة "الاستيعاب في أسماء الأصحاب" للفقيه الحافظ الإمام يوسف بن عبد الله بن عبد البر النموي، أحد أبرز وجوه ذلك الاهتمام من طرف الأندلسيين مما شجعنا على اختياره كنموذج سنحاول من خلاله تشخيص منهج أحد أعلام الأندلس سنحاول من خلاله تشخيص منهج أحد أعلام الأندلس في التعريف بصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والذب عنهم، وما حققه من إضافات منهجية ومعرفية، وإشعاع داخل الأندلس وخارجها. وهكذا فإن هذه المحاولة تتنزل في إطار ما يبذل من جهود من أجل رد الاعتبار لصاحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم في ظل ما يواجه الإسلام اليوم من حملات تشويه طالت مختلف رموزه ومرتكزاته، وفي سباق التأسيس لخطاب ديني مختلف يجذر قيم الاعتزاز بصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والاقتداء بهم، والذود عنهم، وفق ما يتناسب مع خصوصية سياقتنا المحلية والإقليمية والدولية
|