ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







الميديا الجديدة و المجال العمومي : الإحياء و الانبعاث

المصدر: مجلة الاذاعات العربية
الناشر: اتحاد اذاعات الدول العربية
المؤلف الرئيسي: الحمامي، الصادق (مؤلف)
المجلد/العدد: ع 3
محكمة: نعم
الدولة: تونس
التاريخ الميلادي: 2011
الصفحات: 15 - 26
رقم MD: 385415
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات: HumanIndex
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون
حفظ في:
المستخلص: أن المجال العمومي في بعده المعياري والسياسي الذي يحيل علي النقاش (والحجاج) باعتباره مصدر الشريعة في التنظيمات السياسية الديمقراطية أو في بعده الجمالي الوسائطي القائم على تمثيل الحياة الاجتماعية وإشهار أحداثها وقضاياها وفاعليها من خلال المنظومات الوسائطية الإعلامية أو الميديا الجديدة يمثل مسلكا معرفيا يفتح لنا آفاقا رحبة لفهم الاتصال وعلاقته بالتحولات السياسية التي يشهدها العالم العربي. فعلى مستوى أول، يتح لنا مفهوم المجال العمومي مقاربة نشأة أشكال إشهار الأفكار والآراء ذات العلاقة بالشأن العام السياسي والفكري وتطورها منذ ظهور المطبعة والصحافة المكتوبة إلى الفايس بوك. وفي هذا الإطار، نتبين ديناميكية التوسع والانحسار التي عرفها المجال العمومي. فالصحافة المكتوبة كانت الواسطة التي تشكلت من خلالها نخب جديدة (المثقفون) وخطاب سياسي وفكري جديد (خطاب النهضة الحضارية والهوية والتحرر) ولغة جديدة. فكانت الصحافة حلبة تداول فيها المثقفون قضايا المجتمع. وفي مرحلة ثانية ساهمت الإدارة السلطوية للإعلام في تحويل المجال العمومي برمته إلى مجال تمثيل السلطة ونخبها وخطابها وتغييب الحياة الاجتماعية والسياسية وأحداثها. وفي مرحلة ثالثة شهد المجال العمومي بفضل القنوات الفضائية والميديا الجديدة وتطبيقاتها المتعددة عملية توسيع أفقي وعمودي في آن واحد. هكذا انفتحت المجالات العمومية الوطنية العربية وتفاعلت بعضها مع بعض بفضل القنوات الفضائية التي شكلت فضاء نقاش وتعبير حول القضايا العربية من جهة أولى وفضاء للتعبير عن قضايا سياسية واجتماعية وثقافية مغيبة عن المجال الإعلامي من جهة ثانية. أما الميديا الجديدة فساهمت خاصة في التوسيع العمودي للمجال العمومي الوطني لأنها أتاحت ظهور الأفراد والجماعات والأحداث والقضايا المغيبة عن الفضاء العمومي التقليدي. ويمكن القول إن هذا المجال العمومي الوطني أصبح يتكون من فضائين يتفاعلان بشكل محدود أو واسع وفق السياق الخاص بكل مجتمع عربي. الفضاء العمومي التقليدي (الإعلامي خاصة) الخاضع للإدارة السلطوية والفضاء العمومي الافتراضي وبالرغم من الاستراتيجية المتعددة التي استخدمتها الدولة لمراقبة هذا الفضاء والحد من آليات الإشهار التي يتيحها، فقد تحول إلى فضاء ممتد يحتضن أشكالا مستحدثة من التعبير ذات العلاقة بالعوالم الذاتية والجمعية للأفراد. وتفاعل هذا الفضاء الافتراضي العمومي مع التحولات السياسية التي شهدتها المجتمعات العربية (تونس، مصر) فتحول إلى فضاء يفعل بواسطته الأفراد والجماعات في واقعهم لتغييره إن المجال العمومي إذن ليس معطى تفرزه وسائط الإعلام الكلاسيكية والتقليدية أو الميديا الجديدة، وهو ليس مؤسسة يمكن إنشاؤها بقرار سياسي، وإنما هو نتاج لتفاعله مع السياق السياسي والثقافي. وبتعبير آخر فإن الفضاء العمومي الفسيح الذي أضحى الفايس بوك يمثل أحد مكوناته، في المجتمعات العربية ليس نتيجة حتمية فرضتها علينا العولمة التكنولوجية، إنما تشكل في سياق كان فيه النظام الإعلامي الوطني عاجزا، بسبب الإدارة السلطوية والنموذج التقليدي للإعلام، عن إدماج الأفراد والجماعات المتعلمة والمفتحة على العالم والطامحة إلى المشاركة في الشأن العام

البحث عن مساعدة: 778031 704469 803899 704575