ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







المنهج العلمى عند البيرونى من خلال كتاب الآثار الباقية عن القرون الخالية

المصدر: التاريخ العربي
الناشر: جمعية المؤرخين المغاربة
المؤلف الرئيسي: سيد، أشرف صالح محمد (مؤلف)
المؤلف الرئيسي (الإنجليزية): Sayed, Ashraf Salih Mohamed
المجلد/العدد: ع 54
محكمة: نعم
الدولة: المغرب
التاريخ الميلادي: 2010
التاريخ الهجري: 1431
الشهر: خريف
الصفحات: 81 - 101
ISSN: 1113-8467
رقم MD: 389443
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات: HumanIndex
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون
حفظ في:
المستخلص: الُهوَّيَّة الإسلامية واحدة من المفاهيم المتداولة في أدبيات الحوار الفكري المعاصرة، والبرامج السياسَّيَّة لحركات الإحياء الإسلامية، ترتكز في جوهرها إلى قيم عقديَّة، وتعبدَّية، ومعاملاتية، تستمد شرعيتها من الخطاب القرآني والسنة النبوية، ولها أيضاً دلالاتها التاريخَّيَّة القائمة على منجزات الحضارة الإسلامَّيَّة، التي استوعبت بعضاً من تراث الحضارة الهيلينستية في الفلسفة والرياضيات، وأدبيات الحضارة البيزنطَّيَّة في الإدارة ،ووظفت كثيرًا من خصوصيات الحضارة العربية، والمصرية القديمة، والفارسية، والهندية، والصينية، واستطاعت أيضاً أن تعيد تشكيل موروثات هذه الحضارات ِّ وتشذبها، وتضيف إليها بعْدًا إسلامياً آخرًا، مؤسساً على تكامل الدين والمعرفة الإنسانية، وتواصل الثابت في الإسلام مع المتغير في حضارات الشعوب الأخرى. ولذلك كانت الُهوَّيَّة الإسلامية تمثل جدارًا متماسكاً، يحفظ كينونة الأمة المسلمة، ويشكّل معالم تصورها لذاتها المتمّيزة عن ذوات الُهوَّيَّات الأخرى. ولكن بعد أن ضعف عطاء الحضارة الإسلامية، تحّوّل مفهوم الُهوَّيَّة إلى آلية دفع سياسي-ثقافي، تبحث عن مخرج من الأزمة التي تواجهها الأمة الإسلامية في ظل العولمة الوضعية المعاصرة، ومرجعيات الحداثة الغربية القائمة على مركزية العقل البشري. أي بمعنىً آخر أنَّ العولمة الوضعية المعاصرة هي عبارة عن مشروع أيديولوجي شمولي، يقضي بتصدير المرجعية القيمية للحضارة الغربية إلى بقية الأمم الأخرى، ومن ضمنها الأمة الإسلامية، وذلك في إطار نظام معرفي توجّهه المرجعية الغربية لتحديد القيم، والموازين، وأنماط العلاقات الاجتماعية التي تتجلى في صياغة المواثيق والاتفاقيات والمعاهدات الدولية الخاصة بحقوق المجتمع، والإنسان، والمرأة، والطفل، والأسرة، والحيوان، والبيئة، وغيرها من القضايا العالمية المشتركة. وعند هذا المنعطف تتم عملية تهميش المرجعيات الحضارية-القيمية الأخرى التي لا تزال تغذي أممها. فإنَّ العولمة، بهذا المفهوم، تمثل الحلقة الثالثة من حلقات العولمة الأنجلوساكسونية التي ظهرت حلقتها الأولى في حقبة الاستعمار الغربي لدول العالم الثالث، والثانية في حقبة الحرب الباردة بين موسكو وواشنطن؛ إلا أنَّ الحلقة الثالثة المعاصرة قد تميزت عن سابقتيها تميزًا كيفياً وكمياً، تجَّلت معالمه في التطور الاقتصادي، والتكنولوجي، والعلمي الذي يشهده العالم اليوم في ضوء مركزية غربية ساطعة، يتخذ من واشنطن مقرًا له. فلاشك أن واقع العولمة الشمولي وضع الُهوَّيَّة الإسلامية على طرفيْ نقيض، يسعى لوضع إطار معرفي لفهم العلاقة الجدلية بين الإنسان، والكون، والطبيعة. إذًا السؤال الذي يطرح نفسه في ضوء هذه المعطيات والفرضيات هو: ما الإشكالية التي يعالجها هذا البحث؟ يحاول هذا البحث أن يقدم قراءة تحليلية لمفهوم الهويَّة الإسلامية، وبُعدها التاريخي في إطار جدلية الثابت والمتغير، ثم يناقش واقعها الماثل في ظل إفرازات العولمة الوضعية المعاصرة التي انقسمت حولها آراء النخب المسلمة بين موقفين رئيسين؛ يُوصف أحدهما بالموقف الانتمائي الذي يتمسك بثوابت الُهوَّيَّة الإسلامية ،ويرفض التواصل مع الآخر ،متعللاً بأنَّ التواصل ربما يفضي إلى تقويض ثوابت الُهوَّيَّة الإسلامية، وتحويلها إلى متغيرات؛ وُيصَّنَّف الموقف الآخر بالموقف التصالحي الذي يعتقد أنَّ ثوابت الُهويَّة الإسلامية، ثوابت مرنة ،لديها القدرة على التواصل مع الآخر وحضارته في إطار مبدأ المصالح المرسلة. لكن الإشكالية التي تطرحها الأدبيات المعاصرة في ظل الواقع المعولم تتمثل في كيفية التواصل مع الآخر، الذي تستند معاييره القيمية إلى ثوابت العولمة الوضعية، المستمدة من تراث الحداثة العَلْْماني، ومركزية العقل البشري الغربية باعتبارها الأداة المثلى التي يجب أن تفرض خصوصياتها على الآخرين، وتنمِّط سلوكهم في حيز مداراتها العامة التي تحكم حركة المجتمعات الغربية المعاصرة. بالرغم من ذلك الواقع الغربي المهمين؛ إلا أنَّ دعاة الوسطية الإسلامية يرفضون عملية الانكفاء على الذات تحت ستار الحفاظ على الُهوَّيَّة الانتمائية ومحاربة الحداثة، أو الدعوة الانهزامية المستندة إلى مفهوم الانصهار في حضارة الآخر (الغرب) والإقلاع عن هوية الأنا. ولكن يواجَه هؤلاء الوسطيون أيضاً بحزمة من الأسئلة الجوهرية: ما الحدود الفاصلة بين الثابت والمتغير في منظومة الُهوَّيَّة الإسلامية؟ وكيف يتم الحفاظ على ثوابت الُهوَّيَّة الإسلامية وتفعيل متغيراتها في ظل الدعوة إلى التواصل مع الآخر؟ يحاول هذا البحث أن يجيب أيضاً عن هذه الأسئلة من منظور الوسطيين الداعي إلى تواصلٍ مرنٍ مع الآخر في ظل العولمة الوضعية المعاصرة.

ISSN: 1113-8467