المصدر: | مجلة الدراسات الفلسطينية |
---|---|
الناشر: | مؤسسة الدراسات الفلسطينية |
المؤلف الرئيسي: | قاسم، أنيس فوزي (مؤلف) |
المؤلف الرئيسي (الإنجليزية): | Qasem, Anis |
المجلد/العدد: | ع 86 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
لبنان |
التاريخ الميلادي: |
2011
|
الشهر: | ربيع |
الصفحات: | 62 - 73 |
ISSN: |
2219-2077 |
رقم MD: | 395474 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
اللغة: | العربية |
قواعد المعلومات: | EcoLink |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
قامت الصهيونية في حربها الإعلامية والدعائية على مرتكز أن فلسطين هي أرض الميعاد، وأن الله وعد بها "الشعب اليهودي"، وأن قيام إسرائيل ما هو إلاّ تحقيق لذلك الوعد الرباني. وقد انجرف كثيرون وراء تلك المقولة، وتشكلت مدارس دينية يهودية ومسيحية تبشر بأن الوعد الإلهي تحقق، وأن المعجزة قامت على نحو مادي وملموس في انبعاث إسرائيل. (45) ومن دون الدخول في مناقشة أطروحات دينية والتعرض لقداسة معتقدات يجب أن تظل في منأى عن المناقشات السياسية، فإنه لا يسع الباحث إلاّ أن يتساءل: إذا كان الله عز وجل وعد "الشعب اليهودي" بهذه الأرض، فلماذا إصرار القيادة الإسرائيلية على استدراج اعتراف من عباده، وبالتحديد من الفلسطينيين دون غيرهم؟ فالإسرائيليون لم يتقدموا بطلب مماثل إلى مصر عند توقيع معاهدة كامب ديفيد، ولم يطلبوا من الأردن كذلك عند توقيع معاهدة وادي عربة، فلماذا يُطلب ذلك من الفلسطينيين وحدهم؟ وقبل هذا وذاك، ما الجدوى أو القيمة أو الفائدة من اعتراف بشري في مواجهة وعد إلهي؟! الظن عندي-أولاً -أن القادة الإسرائيليين يدركون في قرارة نفوسهم إدراكا عميقا أن ما يسمى الحق التاريخي لليهود في فلسطين هو مجرد أوهام ومعتقدات غيبية لا تستقيم وواقع الحال ولا تُستساغ في المناقشات العقلية، إلاّ إن تلك المقولات تُستخدم كمسوغات للمستوطنين لاستعمار الأرض وتطهيرها من سكانها، ثم الخروج من موقع الجريمة وهم يشعرون بنظافة اليد وراحة الضمير من حيث إنهم كانوا يمتثلون لأوامر مقدسة من الرب. والظن عندي-ثانيا- أن المجتمع الدولي، منذ إعلان بلفور في سنة 1917 حتى التوصية بتقسيم فلسطين في سنة 1947، لم يعترف بـــــ "الشعب اليهودي" كما وضع مواصفاته الفكر الصهيوني، بل نستطيع أن نضيف أن المجتمع الدولي ما زال يكرر-في الواقع-رفضه دولة "الشعب اليهودي"، وذلك بالتشديد على قرار الجمعية العامة 194 لأكثر من مئة مرة حتى الآن، والذي نص على حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم والتعويض عليهم. ولو جال في خلدنا أن الهيئة الدولية في مرحلة ما حزمت أمرها، وقررت اتخاذ الإجراءات القانونية طبقاً لميثاقها لتنفيذ القرار رقم 194، وجرت إعادة جميع أو بعض اللاجئين المسجلين في سجلات الهيئة الدولية المعروفة بالأونروا إلى إسرائيل، فهل لنا أن نتصور شكل دولةُ "الشعب اليهودي" آنذاك؟! واستناداً إلى هذه المعطيات، فإن الظن عندي-ثالثاً-أن انتزاع اعتراف من الفلسطينيين، وهم أصحاب الحق الطبيعي والتاريخي والقانوني والشرعي، هو أفضل ضمان لدولة المستوطنين، فهذا الاعتراف هو وحده الذي يمنحهم الشرعية الدولية. فهل أدركت القيادة الفلسطينية أنها تملك بيدها شهادة الميلاد الشرعية لدولة المستوطنين، وأنه من دونها يظل هذا "الولد" لقيطا مهما تمدد في الفراش الفلسطيني !؟ |
---|---|
ISSN: |
2219-2077 |
البحث عن مساعدة: |
759034 774313 |