المستخلص: |
إن طبيعة أي دين صحيح هو شموليتة لنظام الحياة الواقعية؛ فلن يكون للدين معني إذا هو تخلي عن تنظيم الحياة الواقعية؛ بتصوراته الخاصة وبمفاهيمه الخاصة وشرائعه الخاصة وتوجيهاته الخاصة؛ فليس من طبيعة الدين أن ينفصل عن الدنيا وليس من طبيعة الدين أن ينحصر في المشاعر الوجدانية والأخلاق التهذيبية بعيدا عن الحياة الواقعية فكيف يتسنى للدين أن يشرع طريقا للآخرة لا يمر بالحياة الدنيا؟! إذن كيف تم الفصام النكد-كما يسميه المرحوم سيد - بين الدين والدنيا وأصبح مفهوم الدين عند معظم الناس هو مجرد طقوس وشعائر تعبدية لا تتعدي المكان المهيأ لها.. كيف حدث هذا؟ وفي أي مكان؟! وإذا كان هذا قد حدث في مكان ما لظروف وملابسات؛ فهل ينطبق هذا المفهوم على كل دين سواء حدثت مثل تلك الظروف أم لم تحدث .. أم ماذا؟ تلك إذن قضية أخري..
|