المستخلص: |
شهد التاريخ العربي الإسلامي ظهور عدد كبير من المدن التي أدت أدوارا مهمة في المجالات العسكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية ونالت هذه المدن اهتماما واسعا وعناية فائقة من قبل الجغرافيين والرحالة المسلمين، إذ قدمت مؤلفاتهم معلومات مهمة عن حياة هذه المدن من وصف جغرافي وتاريخي واجتماعي وحركة ثقافية، متابعين فيها خططها العمرانية من قصور ومساجد ومحلات وأسواق وحمامات وقبور ومشاهد، ومدارس وربط، فضلا عن ترجماتهم لعلمائها وفقهائها وإنجازاتهم العلمية، وبيانهم لأهمية المدينة العربية الإسلامية اقتصاديا وسياسيا وفكريا محاولين إظهار محاسنها وفضائلها. ومن بين تلك المدن، مدينة البصرة، وهي مدينة مستحدثة في الإسلام، اختطها عتبة بن غزوان المازني في سنة سبع عشرة للهجرة، وهو يومئذ عامل الخليفة عمر بن الخطاب (رض). ولأجل إبراز ارث هذه المدينة الغني بعطائه الحضاري ونتاج علمائه، اخترنا أن يكون موضوع البحث (مدينة البصرة في كتابات الجغرافيين والرحالة المسلمين) الذي نسلط فيه الضوء على ما كتبه الجغرافيون والرحالة المسلمون. أن هذه الدراسة اشتملت على أربعة مباحث: المبحث الأول: تناولنا فيه معلومات الجغرافيين والرحالة المسلمين عن تسمية وموقع وبناء البصرة ووصفها الجغرافي، واهم معالمها العمرانية من قصور وأسوار ومشاهد وأسواق وحمامات. المبحث الثاني: تناولنا فيه كتابات الجغرافيين والرحالة المسلمين عن أحوال البصر السياسية والاقتصادية. المبحث الثالث: تناولنا فيه كتابات الجغرافيين والرحالة المسلمين عن أحوال البصر الاجتماعية والدينية. المبحث الرابع: تناولنا فيه ما كتبه الجغرافيون والرحالة المسلمون عن علماء البصرة وفقهائها وتياراتها الفكرية.
|