ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







تطور خطوط الملاحة البحرية حول الجزيرة العربية بين الألفين الثالث والأول قبل الميلاد

المصدر: الوثيقة
الناشر: مركز عيسى الثقافي - مركز الوثائق التاريخية
المؤلف الرئيسي: كليب، مهيوب غالب أحمد (مؤلف)
المؤلف الرئيسي (الإنجليزية): Kolib, Mahyoub Ghaleb Ahmed
المجلد/العدد: مج 29, ع 57
محكمة: نعم
الدولة: البحرين
التاريخ الميلادي: 2010
التاريخ الهجري: 1431
الشهر: يناير / محرم
الصفحات: 96 - 147
ISSN: 2384-499X
رقم MD: 406382
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات: HumanIndex
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

290

حفظ في:
المستخلص: من خلال تتبع تطور خطوط الملاحة البحرية وارتباطها بالتجارة الدولية يمكن أن نستنتج ما يلي: أولاً: كان ركوب البحر إحدى المهن التي عمل بها معظم العرب الذين سكنوا السواحل البحرية، وكان أولئك البحارة يجلبون من الهند كل ما تحتاجه ليس فقط بلاد العرب في جنوبي الجزيرة العربية وشرقيها، ولكن ما تحتاجه تلك المناطق العربية البعيدة مثل بلاد الرافدين وبلاد الشام ومصر، فضلاً عما تحتاجه مناطق حوض البحر المتوسط الغربية. وساعدهم في ذلك موقع بلادهم على الطريق التجاري بين شرقي آسيا وشمال شرقي أفريقيا من جهة وبين مناطق الهلال الخصيب (بلاد الرافدين وسوريا) ومصر من الجهة الأخرى. ثانيًا: عرف العرب في هذه المنطقة من العالم صناعة السفن التجارية والقوارب البحرية منذ القدم، فقد بدأوا حياتهم بالمطيل والأطواف والأرماث وزوارق من الجلد، لكنهم انتقلوا فيما بعد إلى بناء القوارب من الخشب والجرع ومن النخيل أيضًا. وكانوا يطلون القوارب والسفن بالقار لمنع تسرب المياه إلى داخل السفينة أو القارب. بل وأطلقوا تسميات مختلفة على تلك السفن والقوارب، مثل البطيل والـ "هوايرية" والبقرة. وكان يتم جلب الأخشاب إما من الأحراج التي كانت تنمو في جنوبي بلاد العرب أو من مناطق الهند. أما الجرع فقد كان ينمو بكميات وفيرة حول السواحل العربية. في البداية استخدموا الحبال المصنعة من لوف النخيل في شد جذوع الرمث بعضها إلى بعض وكذلك، في خياطة جوانب القارب والأضلاع التي تسند قاع القارب، وقبل ظهور المسامير الحديدية التي قامت مقام الحبال في شد ألواح الخشب بعضه ببعض. وكان يصل طول القارب في منطقة الخليج العربي إلى حوالي عشرة أقدام أو أكثر، ويركب عليها شخصان في الغالب، وكانت تصنع من سعف النخيل. ثالثًا: مرت حركة اكتشاف الخطوط الملاحية البحرية بعدة مراحل بدءًا من: 1- الألفين الثالث والثاني قبل الميلاد، حيث كانت سفن دول المدن السومرية أور ولجش وغيرهما وفيما بعد سفن أكاد، فضلاً عن سفن دلمون، تجوب مياه الخليج العربي جيئةً وذهابًا لنقل السلع المختلفة. وفي الجناح الغربي للجزيرة العربية كانت البعثات البحرية لفراعنة الدولة الوسطى مستمرة للبحث في معرفة أفضل الخطوط الملاحية في البحر الإريتري، ومنها البعثة المشهورة التي أرسلتها الملكة حتشبسوت إلى بلاد بونت. 2- وشهد الألف الأول قبل الميلاد، تطورات سريعة في حركة اكتشاف خطوط الملاحة البحرية، في شمال المحيط الهندي والخليج العربي وخليج عدن، فضلاً عن البحر الأحمر. وكان ذلك مرتبطًا بازدياد حركة التجارة الدولية وزيادة التبادل التجاري بين مناطق شبه القارة الهندية وشمال شرقي أفريقيا والجزيرة العربية من جهة وبين مناطق الهلال الخصيب (بلاد الرافدين وسوريا) ومصر ومناطق حوض البحر المتوسط من الجهة الأخرى. 3- منذ القرن الثامن قبل الميلاد سيطر ملوك آشور على حوض الفرات وشمال بحر الخليج العربي ومن أولئك الملوك سنحريب. في الوقت الذي استمرت فيه الإمارات العربية في الخليج تسيطر على بقية أجزاء بحر الخليج وتقوم بنشاط تجاري بري وبحري مع مختلف مناطق العالم القديم التي استطاعت أن تصل إليها. 4- شكلت سيطرة الإسكندر المقدوني على بلدان الشرق القديم، في النصف الثاني من القرن الرابع قبل الميلاد، بداية عصر جديد في حركة الملاحة البحرية والتجارة الدولية أيضًا. أي أنه ابتداءً من بعثة نيارخوس التي انطلقت من مصب نهر السند مرورًا برحلات أريستون واكتشافات إيودوكس الكيزيكي لنظام الرياح الموسمية الجنوبية الغربية (ما بين 323 وحتى 115 قبل الميلاد)، حصل العالم على معلومات مؤكدة حول خطوط الملاحة البحرية التي أكدها القبطان هيبالوس في رحلته التي انطلق فيها من مصر وحتى الهند والعودة، شاقًا طريقه في عرض البحر وليس قرب السواحل. وبذلك أصبحت التجارة الدولية تنقل عبر البحار في سفن تشق عباب البحر من منتصف القرن الأول قبل الميلاد. وباختصار فقد كان للجزيرة العربية في ذلك الوقت أهمية كبيرة، ليس فقط في تأمين طرق التجارة الدولية بين مختلف مناطق العالم القديم، بل وكانت تنتج أهم السلع المرغوبة في ذلك الوقت (البخور واللؤلؤ والنحاس والمعادن المختلفة).

ISSN: 2384-499X