ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







مذاهب المفكرون السوريين فى "الدول العربيه" : تفحص نقدى

المصدر: مجلة كلمن
الناشر: جمعية سين
المؤلف الرئيسي: صالح، ياسين الحاج (مؤلف)
محكمة: نعم
الدولة: لبنان
التاريخ الميلادي: 2010
الصفحات: 18 - 41
رقم MD: 408860
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات: AraBase
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون
حفظ في:
المستخلص: ميزنا بين ثلاث أطروحات في الدولة لمثقفين سوريين بارزين. واستندنا إلى كتابات لهم في مراحل النضج وما بعده. برهان غليون يري الدولة استبدادية ، وجورج طرابيشي يري استبداد الدولة محصلة لاستبداد المجتمع المعرف ثقافيا، فيما ينكر عزيز العظمة استبداد الدولة أو يضفي عليه صفة نسبية جدا على أساس تاريخاني. لا نفهم من تحليلات غليون السوسيولوجية السياسية لماذا الدولة استبدادية ولا تساعدنا تحليلات طرابيشي الثقافية الكيفية على بلورة سياسات إصلاحية أو مجرد تخيلها، وتزود تاريخانية العظمة الولاء غير النقدي لـ " الدولة " الاستبدادية بضمير مرتاح . نلحظ تقليصا لافتا للمناهج الثلاثة ( علم الاجتماعي السياسي ، التحليل الثقافي ، التاريخانية). نخمن أن لـ " السياسة" وإكراهاتها وضغوطها فضلا فيه. ثمة أيضا قدر مدهش من النضالية في كتابات المفكرين الثلاثة. ويتصل بالنضالية ويؤسس لها نظرة ثنوية إلى مجتمعاتنا المعاصرة ، تردها "دولة" و "أمة" عند غليون ، وإلى علمانية محمولة أساسا على الدولة وأصولية إسلامية متشهية للسلطة تتبناها قوي نكوصية ونافلة عند العظمة، والى "حداثة" و "قدامة" مماثلتين لذاتيهما مختلفتين كليا عن بعضهما عند طرابيشي . وهذه النظرة تفوض منهجيا استقلال المثقفين وفرص قيام حركات سياسية وثقافية لا تلتحق بأحد طرفي الاستقطاب ( ). تتماهي به مادام مفكرونا، وبهوي مشبوب، يجسدون الخير الخالص في قطب والشرب المحض في القطب المقابل. ولعل النظرة نفسها تفسر جانبا من أجواء التجزؤ والقطعية المشتدة في أوساط" الانتلجنسيا " السورية . وعلى أرضية طرح غليون نفسه ، قد ننتقد مبالغته في تسييس الديموقراطية أو محورتها المفرطة حول مسألة السلطة. لكن نقد طرابيشي "يثقفنها" (يفسر الاستبداد بثقافة ، ويشرط الديموقراطية بثقافة أخرى)، ونقد العظمة "يترخنها" ( ينزع صفتها السياسية بالمرة ويدرجها في مخطط تاريخي كوني مجرد)، فتبقي أوضاع الجمهور العام وأصواته ومطالبه واحتجاجاته خارج التفكير. وعلى هذا النحو يضاف قيد نخبوي يغيب الجمهور إلى قيدين سلطانيين، التضييق عليه قمعيا وتمزيقه ملليا. واستنادا إلى الواقع السوري ، اقترحت مفهوم "الدولة السلطانية المحدثة" الذي (1) ينصف المقاربة الثقافوية: بلي ، حكامنا منا ، تولوا علينا لأننا نحن من نحن . لكنه يحاول كشف جذورها الاجتماعية والسياسية، ويرفض نزوعها المحافظ والتبريري . يفتحها على انقطاع تاريخي وافق تغييري تحرري. و(2) يتيح تجاوز تبسيط المقاربة الديموقراطية ، مع احتفاظه بكل أهدافها ورهاناتها. ولعله يزود تطلعاتها السياسية ببعد تأسيسي لا يبدو أنه يمكن إغفاله. لكنه (3) يتشكك كثيرا في المقاربة التحديثية التي تخلط بين المفهوم المجرد والواقع المعاين، وتذيب الفاعلية السياسية في مخطط تاريخاني متجاوز.

عناصر مشابهة