ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







يجب تسجيل الدخول أولا

الجذور الميثولوجية لطقسية الأضحية والحجر في الإسلام

المصدر: مجلة الفكر العربي المعاصر
الناشر: مركز الإنماء القومي
المؤلف الرئيسي: عجينة، عائشة (مؤلف)
المجلد/العدد: مج 31, ع 154,155
محكمة: نعم
الدولة: لبنان
التاريخ الميلادي: 2011
الشهر: ربيع
الصفحات: 120 - 134
رقم MD: 415066
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات: HumanIndex
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

30

حفظ في:
المستخلص: إذاً على صعيد الأضحية قام الإسلام بمتابعة التقليد المسيحي الذي قضى على المشهدية الوحشية التي كانت ترافق طقوس الأضُحية، قارناً إياها بمشروطية زمانية ومكانية ،ومعطياً لها بُعداً اقتصادياً وإطاراً إجتماعياً. فالأضحية في الإسلام هي "من تقوى القلوب" التي تتجسد على الأرض في معونة الفقراء والمحتاجين التي توزع الأضحية عليهم بعد أن ضرب الإسلام النظام الكهنوتي الذي يجعل لمن يشتغلون بالأمور الدينية امتيازاً إلهياً يخوّلهم أخذ نصيب من الأضاحي .ومن ناحية أخرى لا نجد في الإسلام فكرة الخطيئة بشكل واضح ـ في نصه التأسيسي الأول ـ هذه الفكرة الذي إرتكز عليها طقس الأضحية في الثقافات السابقة. وطبعاً الخطيئة المُشار إليها هنا، ليست خروج الإنسان الأول من الجنة ـ التي يقر بها الإسلام ـ بل هي فكرة تحدّر الإنسان من جذر مدنس كما رأينا في الأساطير والكتاب المقدس. وبالتالي ينهض طقس الأضحية في الإسلام على جذر غير معلل، ينسحب أيضا على طقس الختان الذي احتفظ به الإسلام عن اليهودية دون منحه التفسير النظري المعطى له في اليهودية أما بالنسبة إلى الحجر والذي يرتكز عليه طقس الطواف ـ -وهو كما مرّ، عنصر أساسي في بنية الحج ـ فقد جعله الإسلام شاهداً على ميثاق بين الله وجميع البشر دون تخصيص أو تميز فئة على أخرى. وبعد، فإن ما يتبين لنا في نهاية هذا البحث: أن الإسلام بثقافته العالمة قد مارس جدلية الوصل والفصل مع الثقافات السابقة عليه والتي شكلّت القاع التاريخي الذي انبثق منه أو نهض عليه. وهذا التمييز بين "الانبثاق من"/"النهوض على" ،يفيد عدم تطرق هذا البحث للفكرة التي تدور حول ما إذا كان الإسلام محضّ معادل ثقافي للأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي تزامنت مع ظهوره في الجزيرة العربية، أو كان تتمَّة فعلية لإنخراط المتعالي في التاريخ، ويعود ذلك لسببين؛ أولهما أنه خارج عن هدف هذا البحث الذي أخذ المنحى الظاهراتي في مقارنة النصوص كما تقدم نفسها. أما السبب الثاني فيكمن في وجهة نظر خاصة مفادها أن النموذجين الوضعي والميتافزيقي يبقيا قائمين على مستوى الإمكان النظري التفسيري. فالمنحى الوضعي يتبنى وجهة النظر التي تشير إلى أن الإسلام بتعاليمه وشعائره وطقوسه هو استمرار مادي تاريخي لمعالم حضارية سابقة عليه، مع إعطائها الطابع المناسب والملائم لأحوال الجزيرة العربية في نهاية القرن السادس ميلادي. أما المنحى الميتافيزيقي، فيشير إلى أن الإسلام ماهو إلا وحي أخير نزل لتصحيح وتتميم التعاليم السماوية السابقة عليه "اليهودية والمسيحية "، والتي تعتبرهما الرؤيا الإسلامية أنهما قد «حُرفتا.» إذاً، الإسلام نفسه يعترف بجذوره التاريخية ﴿ إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى (18) صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى ﴾"128"، مع إعطاء نفسه صفة المتمم والمكمّل من وحي سابق. ومهما يكن فإن كثير من الممارسات والطقوس والاعتقادات التي ألغاها الإسلام أو سكت عنها، قد استمرت على مستوى الثقافة الشعبية كي تتجذر في الترسبات اللاوعية في المخيال الجمعي الشعبي، الذي عبّر عن نفسه في النصوص الميثولوجية الحافة، وهذا ما يقود الى إشكالية أخرى تدور حول مدى نجاح الإسلام ـ بثقافته العالمة ـ في القضاء على البُنى اللاوعية لمعالم الثقافات السابقة عليه، أو بعبارة أخرى، ما هي درجة التطابق بين نصوص الثقافة الإسلامية العالمة وبين ما يُتصور يُتخيل ويُعتقد به على صعيد الممارسة، غير أن لهذا بحث آخر...

عناصر مشابهة