المستخلص: |
يمكن القول إن هذا البحث حاول أن يقف عند عدة أمور خصت جانبين: الأول منهما يتعلق بالدراسة النظرية لمفهوم التكرار, فقد تبين أن تعريف التكرار يأخذ شقين, الشق الشكلي الذي يمتاز بوجوده مكرراً في النص, والشق الوظيفي الذي يتعلق بأثر التكرار في نفس المتلقي, كما تبين أن البلاغيين الذي عنوا بظاهرة التكرار- أمثال أبي هلال العسكري, وابن رشيق- استطاعوا أن يضعوا القاعدة الأساسية في تعريف التكرار التي استطاع المحدثون أن يقفوا عنده بصورة موسعة أكثر مما كانت عليه عند السابقين. ولقد تبين من خلال هذا البحث أن نجاح الشاعر في استخدام ظاهرة التكرار متوقف على مدى قدرته على وضع اللفظة المكررة في مكانها المناسب, كما أظهر البحث أن رؤية المحدثين لمصطلح التكرار جاءت وليدة التعريفات القديمة مع المحاولة الجادة في إدخالها في بوتقة الحداثة. أما الجانب الثاني الذي يتعلق بالدراسة التطبيقية للتكرار في شعر السياب, فقد تبين أن الباعث النفسي الذي سببته الظروف المريرة والصعبة إبان حياة الشاعر كانت من أكبر الدوافع لصنع ظاهرة التكرار في شعره. ولقد تعددت أشكال التكرار في شعر السياب, فكان منها تكرار الحرف, وتكرار الكلمة, وتكرار اللازمة, وتكرار البداية, فقد حمل كل منها دلالات ووظائف متعددة, تبين أن تكرار الحرف حمل دلالات متعددة منها: التوكيد, والتوسعة, والتفريغ النفسي, والشعور بالذات, كما أن تكرار الكلمة في شعر السياب كان بمثابة مفتاح يستطيع المتلقي من خلاله الوصول إلى الغرض المنشود وإضفاء جو موسيقي اتفق ونفسية السياب. كما تبين أن تكرار البداية كان من الأشكال التي منحت النص الشعري عند السياب موسيقى شجية, فاستطاع من خلال هذا النوع من التكرار أن يحله محل القافية في إحداث الموسيقى. وفي الحديث عن تكرار اللازمة تبين أن اللازمة لعبت دوراً في إبعاد الملل والرتابة عن المتلقي, كما أخذت منحى الإلحاح على الثورة في بعض قصائده.
|