المستخلص: |
ترى الدراسات الغربية أن العالم ساحة تنبسط عليها حقائق متناثرة شتي، وأنها حقائق نسبية خاضعة للتطور الدائم تحت سلطان الزمان والمكان، ومن ثم فإن الباحث فيها لا يكاد يصل منها إلى يقين. ويري الغرب أن الهبوط، إلى ساحة الأفعال التجريبية المادية خير من الاشتغال بالأفكار الانفعالية المتعالية التي تظل تتحرك ضمن مجال الاحتمالات البعيدة عن اليقين، والتي أتعبت الفلسفة الكلاسيكية عقلها بها ردحا طويلا من الزمن. غير أن الرؤية الإسلامية تقرر أن الوجود الكوني وحدة مترابطة المرافق والأجزاء، وان ما نراه من العلوم والمعارف المستقلة بعضها عن بعض ليس إلا جوانب متعددة لحقيقة واحدة. كالفصول المتعددة من الكتاب ذي الموضوع الواحد. إن الحقائق النسبية التي يحفل بها العالم لا يمكن إلا أن تكون متفرعة عن حقيقة مطلقة غير مشروطة. ومن ثم فإن سبيل الوصول إلى اليقين بها ميسر وقصير، لو تحقق الشرط الذي لا بد منه لسلوك السبيل إليه. والشرط الذي لا بد منه لصحة المعرفة المتعلقة بأي فرع من فروع المكونات، أن تنطلق من معرفة كلية شاملة لبنيان الوجود الكوني في جملته. فإذا سار الباحث عن المعرفة على هذا المنهاج وتحقق بهذا الشرط فلن تبقى آمال المعرفة غصة وراء صدره، بل سيتاح له أن يكشف عن الحقيقة الكونية غطاءها وأن يصل من سعية إلى برد اليقين، ولكن أين يمكن العثور على بنيان الوجود الكوني في مظهره الإجمالي، ليكون مدخلا إلى معرفة صحيحة لجزئيات المعارف والعلوم المتفرعة عنه؟ ... أما إن العثور علية لا يتم إلا في كتاب الله عز وجل (القرآن) فهو الذي يقدم للإنسان خارطة إجمالية لبنيان هذا الوجود كله، وهو الذي يعرفه على مرافق هذا البنيان وعلى صلة ما بينها وسبل الاستفادة منها.
The world of reality is looked upon by Westerners as consisting of scattered facts subject to continuous evolution under the control of both time and place. Consequently, researchers become unable to reach a unified belief about reality. So, they believe in the validity of experimenting on the material world rather than occupying themselves with metaphysical concepts. On the other hand, Islamic vision sees reality as an organic unity expressed through the multiple aspects of science and knowledge. These relative facts of the universe stem from the same infinite and unconditional reality. The Holy Qur’an provides the necessary map through which all parts of this universal reality can be usefully con-nected.
|