ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







قافية الشعر العربي

المصدر: التواصل
الناشر: جامعة عدن - نيابة الدراسات العليا والبحث العلمي
المؤلف الرئيسي: قحطان، عبدالكريم أسعد (مؤلف)
المؤلف الرئيسي (الإنجليزية): Qahtan, Abdul-Kareem Asaad
المجلد/العدد: ع 25
محكمة: نعم
الدولة: اليمن
التاريخ الميلادي: 2011
الشهر: يناير
الصفحات: 99 - 120
رقم MD: 417925
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات: AraBase
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

120

حفظ في:
المستخلص: فما من شك في توافر علاقة واضحة بين المدلولين: اللغوي والاصطلاحي، من حيث إن الأصوات الملتزمة تمثل علامة واقفة في صورتها الصوتية وفي مكانها المحدد قبل وقف البيت، قياسا بما تكون عليه مكونات الشعر الأخرى، التي عادة ما تتغير من بيت إلي بيت. غير أن هذا الفهم تم في إطار العربية نفسها لا في غيرها من اللغات؛ أي أن مفهوم الميقاف بمعنى العود الذي يسكن به غليان القدر، هو من واقع الاستخدام العربي القديم، كما دل عليه ابن منظور. وإذا كان العرب قد قصدوا هذه الدلالة، فإنهم لا يحتاجون إلي استعارته من لغة أخرى طالما كان متوافراً في لغتهم. أو أن فرض استعارتهم له من لغة أخرى فرض غير مبرر. ثم إن ميقاف، من (وقف)، غير القافية التي من (قفا)، أي أن الدلالة تظل، في الحالين، مختلفة. وكان الشعر العربي، قبل الخليل، قد دل على هذه الواقعة بكلمة قافية وليس غيرها، أي أن وعيه للسمة التي تميز هذه الأصوات عن غيرها لم يكن من حيث هي واقفة، بل في كونها قافية. فربما بدا له أن دلالة الميقاف غير دقيقة، من حيث إن الوقف الصوتي يمكنه أن يتحقق من دون الحاجة إلي هذه الأصوات الملتزمة، كما أن هذه الأصوات لا تكون لمجرد الوقف الصوتي، في حين بدت له دلالة القافية أكثر كفاية على استقطاب السمة التي توحد وقائع القافية بقدر ما تميزها عما يتشاكل معها في البناء الشعري. وبمعنى آخر: إذا تحددت القافية بوصفها أصواتا تتكرر في نهاية كل بيت، فإن السمة الصوتية – التي تميزها عن الوزن – لا تميزها عما يتشكل به الكلام. وسمة التكرار – التي تميزها عن الكلام – لا يميزاها عن الوزن. وسمتها الصوتية والتكرار معا، يمكنهما أن يميزاها عما هو سائد في بنية الكلام وعن الوزن، لكنهما لا يميزانها عن الجناس أو السجع. ومن ثم، فإن الذي يميزها عن الكلام وعن الوزن وعن الجناس وعن السجع بقدر ما يوحد كل وقائعها، إنما هو موقعها المحدد الذي لا يشاركها فيه شيء، أي نهاية نسق الوزن الشعري. وهو مبرر تسميتها قافية. فليس من ضرورة، إذن، لأن تكون القافية بمعنى مقفوة أو قافية ومقفوة، فالنظر إلي القصيدة ككل من حيث هي بنية صوتية تتكرر بصورة وزن واحد وأصوات بأعيانها في نهاية نسق الوزن يكفي لتبرير المصطلح. وهو ليس تعريفاً أو حدا بقدر ما هو تحديد لسمة معينة تخصها دون غيرها من الوقائع التي تتشاكل معها، وربما استقام مصطلح ما بالاتفاق من دون علاقة واضحة بين مدلوليه، كمصطلح العروض، مثلاً، مع أنه يشترك به كل من علم الوزن الشعري والتفعيلة الأخيرة في صدر البيت.

عناصر مشابهة