المستخلص: |
يهدف هذا البحث إلى استقراء بعض نصوص غازي القصيبي الشعرية من خلال المجموعة الشعرية الكاملة، وما تلتها من الدواوين الأخرى؛ لاستكناه المفارقة التصويرية وأنماط حضورها ووظائفها، ورصد ما أمكن رصده منها؛ بوصفها إحدى المرايا الكاشفة المهمة في شعره، والوقوف على طرائق تشكلها في ضوء ما انطوت عليه من رؤى ومواقف وتجارب، وبخاصة ما جاء منها في شكل صورة كلية تنتظم القصيدة كلها، أو صورة ممتدة، أو صور جزئية سرت في شرايين قصائده وتناسلت من رحم دواوينه الشعرية. ولقد كشف حضورها اللافت أن غازي القصيبي يعد بحق صانع مفارقات من الطراز الأول، فقد استطاع أن يستمطر منها مدلولات ذات إشارات عميقة، وأن يوظفها في أبعاد وتقنيات فنية وبنائية عالية، كما حظيت بأهمية بالغة التأثير في شعره، وبخاصة في تركيز اللغة وتكثيفها للحصول على حالة شعرية كشفت عن استثمار حي لطاقات الشعرية لديه ونقل مناطق التصوير إلى مدى أبعد يمكن أن نطلق عليه صورة اللغة أو بمعنى آخر تحريك الدوال باتجاه اقتناص دلالات متنوعة تؤلف خطابا يكتسب شعريته من قوة حضور الصورة في الصوت والمفردة واللقطة والمشهد والموقف بحيث تتوالد أنساق ينفتح بعضها على البعض الأخر مشكلة هذا النسيج الممتع من المفارقات. والله من وراء القصد \
This paper attempts to examine the nature of ironic tropes in the complete poetic works of Ghazi Al-Qusaibi as well as outline all their possible patterns, functions, and formations. Special attention is given to such tropes as permeate his poems, whether partially or completely. The salient presence of such tropes in Al-Qusaibi's poetry entitles him to be a first-rate ironist. From such ironic tropes he managed not only to derive deep significations, but also to utilize them in grand structural and technical patterns, invest his poetic language with intensity and liveliness, as well as take language games to the farthest heights possible. \
|