المستخلص: |
تعد هذه الدراسة دراسة تطبيقية من جهة ثم إنها تسعى لإثبات فكرة نظرية رئيسة في من جهة أخرى في آنٍ واحد، فهي دراسة تطبيقية اختارت ثلاث قصائد إسلامية لثلاثة شعراء من مدينة الموصل، اختارتهم من (الكتاب الشعري) لملتقى البردة للأدب الإسلامي المقام في مدينة الموصل عام ٢٠٠١، وتم هذا الاختيار على حسب معياري الوضوح والغموض، إذ وجدت أن قصائد شعراء الموصل المنشورة في هذا الكتاب سارت في ثلاثة أساليب، الأول وهو أسلوب الوضوح الفني واخترت من بين تلك القصائد التي سارت على وفق هذا الأسلوب قصيدة (خمسون عاما) للشاعر صلاح الدين عزيز، الثاني وهو أسلوب الغموض الفني واخترت من بين القصائد التي سارت وفقا لهذا الأسلوب القول الشعري -أو ما يسمى بقصيدة النثر-الموسوم (اعترافات خالد عثمان) للشاعر خالد عثمان، والثالث وهو الأسلوب الوسطي ما بين الوضوح والغموض واخترت من بينهم قصيدة (بردة عصرية) للشاعر ذنون يونس مصطفى. إن الشعر في عمومه اتجه نحو أسلوبين في الكتابة هما: أسلوب الوضوح الفني وأسلوب الغموض الفني، ولكل أسلوب معاييره، فقد اجمع النقاد والبلاغيون العرب القدامى على أن وضوح المعنى وانكشافه من أبرز المعايير التي يتفاضل بها الكلام، سواء أكان شعرا أم نثرا، لأن الوظيفة الأساسية للكلام هي التبليغ والإفهام، ومن ثم فإن عدم وضوح المعنى وانكشافه أو قرب مأخذه يلغي تلك الوظيفة، وارتكزوا في ذلك على معايير عامود الشعر، في حين ذهب الشعراء والنقاد الحداثيون إلى أن أهم المعايير التي يتفاضل بها الكلام هي الغموض الفني الذي يؤدي إلى الغرابة والتفرد والجدة، وكسر توقع المتلقي، والوصول إلى الإدهاش والسحر، وذلك بهدم اللغة العادية وبنائها ثانية في أنساق تركيبية وعاطفية جديدة وإقامة علاقات جديدة بين الإنسان والأشياء، بلغة شعرية مكثفة، تستخدم كل ما تبيحه اللغة من إمكانات كالرمز والأسطورة والمفارقة والسخرية وتداخل النصوص والقناع ... الخ. وهذه المعايير انعكست على عموم الشعر العربي والشعر الإسلامي خصوصا، إذ نجد أن الشعر الإسلامي المعاصر في الموصل وهو موضوع دراستنا أخذ بالمعايير جميعها في تجربته الشعرية، وهذه هي الفكرة النظرية الرئيسة التي نسعى لإثباتها، إذ إن هذه القصائد التي حللناها تدل على أن الشعر الإسلامي المعاصر ليس من الضروري أن يتسم بمجمله بالمباشرة والطابع التقريري كما يصفه معارضوه من جهة، أو يتسم بالوضوح كما أصفه، كما أنه لا يشكل قيداً على الإبداع والأشكال والأساليب الفنية من جهة ثانية، بل هو باستخدامه لهذه الأساليب الثلاث، وعدم اعتراضه على الكتابة بنمط القول الشعري أو ما يسمى بقصيدة النثر لتوصيل الرؤية الإسلامية بثوب شعري، يدل على سعت أفقه وإنسانية رؤيته واتسامه بالانفتاح والتعددية.
This study is considered an applied study from one side and it attempts to prove a major theoretical notion from the other. It has chosen three Islamic poems belong to three Mosuli poets; as it found that those poems published in this book have followed three styles. The first is represented by the artistic clarity style, which belongs to Salah Al-Deen Aziz entitled (fifty years). The second represented the artistic vagueness style, which is the poetic utterance or what is called the Prose Poem belong to Khalid Othman, entitled (Khalid Othman’s Confessions). The third embodied a middle style between vagueness and clarity belongs to Thanoon Younis Mustafa entitled (A Modern Burda). Poetry as a whole has oriented towards two styles: artistic clarity style and artistic vagueness style. Each style has its own criteria. Such criteria have been reflected on the whole Arab poetry in general and the Islamic poetry in particular. As we can see, modern Islamic poetry in Mosul - which is the subject of our study - has adopted all the criteria in its poetic experience. This is the main theoretical notion we are going to prove; as these poems - we have already analyzed - indicate that modern Islamic poetry is not necessarily characterized -as a whole - by straightforwardness and reportage feature and it does not restrict artistic styles and forms as well. Using such styles without opposing writing by means of poetic utterance manner - or what is called prose poem - to convey the Islamic point of view in an Islamic fashion, which indicates its wide horizon, humanity, openness and multiplicity.
|