المستخلص: |
يعد حصن الأكراد أحد المعاقل التي وجدها الصليبيون قائماً قبل غزوهم بلاد الشام ثم أصبح بعد الاحتلال من أهم الحصون الواقعة في إمارة طرابلس الصليبية، وقد مثل روعة الفن المعماري العسكري في القرنين 6 – 7ه/ 12 – 13م. وقد كان لحصن الأكراد دور سياسي وعسكري تمثل في كونه خط الدفاع الأول عن إمارة طرابلس الصليبية والحارس القوي الذي يحميها من هجمات المسلمين فضلاً عن اتخاذه مركزاً لشن الهجمات على أملاك المسلمين وأعمالهم في بلاد الشام وتخريب اقتصادياتهم والقيام بأعمال السلب والنهب والأسر وارغام المسلمين على إخلاء مناطقهم والنزوح والهجرة إلى مناطق أخرى تحت ضغط القوة القسرية. وبالنسبة للدور الإداري فقد كان الحصن مركزاً للإدارة المحلية كانت تفرض منهم الضرائب والرسوم على القوافل المارة بالحصن، أما الدور الاقتصادي فيكفي أنه وقع في إمارة طرابلس التي تتمتع بثراء اقتصادي وخاصة في مجال الزراعة إذ احتوت هذه المنطقة الخصبة على الكثير من الأراضي المزروعة بأشجار التين والزيتون. وفيما يتعلق بالدور الديني كان الحصن مقراً رئيسياً لعناصر تنظيم الرهبان الاسبتارية فضلاً عن وجود كنيسة لأداء طقوسهم وشعائرهم الدينية، أما الدور الاستيطاني فقد عاش فيه عدد كبير من المحاربين الاسبتارية. وكان لهذا الحصن من القوة بحيث تعذر على المسلمين الاستيلاء عليه لمدة تزيد على مائة وسبعين سنة، وفوق ذلك كله تناول البحث المحاولات الإسلامية العسكرية للاستيلاء عليه حتى تم تحريره أخيراً من براثن الصليبيين في عهد السلطان الظاهر بيبرس (658 – 676ه/ 1260 – 1277م)، ولايزال حصن الأكراد شاخصاً حتى يومنا هذا على الرغم من مرور أكثر من ثمانية مائة سنة على إنشائه إذ يعد أبرز القلاع التي بقيت من العصور الوسطى وما تزال محتفظة بهندستها القديمة.
AL- Akrad fort is considered one of the Castles the crusaders found standing in Syria. After the crusaders’ occupation, it became one of the most important forts in Tripoli emirate and it represented a magnificent military architecture in the centuries (6 - 7A. H / 12.13 A. D). The fort played an important political and military role because it is the first line of defense of Tripoli emirate and the strong guard which protect Tripoli from Muslims’ attacks. It is also a starting point for attacking Muslims lands in Syria The fort was also a center for local administration in which taxes and duties were imposed on the caravans that pass by the fort. The economic role of the fort is clear as it is located in Tripoli, which is economically wealthy, especially in agriculture. This fertile land has many fig and olive fields. The religious aspect of the fort was a main site for organizing religious – military institution. In addition to that, there was a charge for providing housing for the crusade warriors. The fort was very strong that Muslims were unable to seize it for 170 years. After all, the study tackled the Islamic military attempts to capture the fort until it was freed in the era of the Sultan AL – dhaher Peppers (658 – 676 A.H / 1260 – 1277 A. D). The Akrad fort is still standing till now after 800 years of its construction.
|