ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







علم الإنسان الانثروبولوجيا : علم في طور الارتقاء

المصدر: التعريب
الناشر: المركز العربى للتعريب والترجمة والتأليف والنشر
المؤلف الرئيسي: وطفة، علي أسعد (مؤلف)
المجلد/العدد: مج 21, ع 41
محكمة: نعم
الدولة: سوريا
التاريخ الميلادي: 2011
الشهر: ديسمبر
الصفحات: 97 - 131
رقم MD: 428285
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات: AraBase
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

494

حفظ في:
المستخلص: ينطوي المشهد الذي قدمناه عن الأنتربولوجيا التربوية على مضامين فكرية غنية في مختلف التجليات التي تناولناها حول معطيات هذا العلم الناشئ ونظرياته وتعيناته في دوائر المكان والزمان. وفي هذا المقام يمكننا القول مجدداً بأن مفهوم الأنتربولوجيا التربوية ينطوي على ثلاثة مستويات من الدلالات المتقاطعة، فهناك الأنتربولوجية الفلسفية التي تبحث في القضايا النظرية للتربية بوصفها تجليات كونية للنوع الإنساني برمته. وهناك الأنتروبولوجيا التي تأخذ طابعا إثنوغرافيا وصفياً قوامه التقصي الوصفي للظروف التربوية الثقافية والاجتماعية التي تحيط بالجمعات والأفراد في سياق تعلمهم وتشكلهم الإنساني، ولذا فإن هذه الأنتربولوجيا لا تألو جهدا في الاستفادة من المعطيات الفكرية والمنهجية للعلوم الاجتماعية المقاربة لها، ولاسيما علم الاجتماع وعلم اجتماع اللغة وتاريخ النظريات الاجتماعية. ويمكننا في المستوى الثالث أن نتحدث عن أنتربولوجيا المدرسة التي ترتبط بروابط حيوية مع علم الاجتماع التربوي، كما يمكننا في هذا المقام أن نتحدث عن إثنوغرافيا مدرسية مستقلة عن أبعادها الأنتروبولوجية الصرف. لقد تبين لنا من مداولاتنا في متن هذه الدراسة أن الأنتروبولوجيا التربوية لم تنتشر على نحو متواز بين البلدان والدول، إذ يسود الطابع الفلسفي لهذه الأنتروبولوجيا في ألمانيا منذ عهد كانط، وتهيمن أنتربولوجيا التعلم والتعليم في روسيا بتأثير فيكوتسكي، وتنتشر الأنتروبولوجيا المدرسية في أمريكا الشمالية وفي بريطانيا، في الوقت الذي تحتل فيه الإثنولوجيا التربوية مركز الصدارة في فرنسا وبعض أصقاع أوروبا. لقد تبين لنا أيضا أن التعاون المشترك بين المؤسسات العلمية للأنتربولوجيا التربوية والتفاعل بين النشاطات العلمية والبحثية قد أثمر في بناء تصورات عالمية مشتركة حول خصائص هذا العلم واتجاهاته الأساسية النظرية والمنهجية، وقد أسس هذا لبناء نسق من التصورات العامة التي يتسم بها هذا العلم في دورة الاستقلال التي تنهض به إلى مداره الخاص. ونريد أن نؤكد مجدداً في هذه الخاتمة أن الأنتروبولوجية التربوية ما تزال غائبة في حياتنا الأكاديمية في الوطن العربي، وهذا الفرع المعرفي الجديد يحتاج إلى جهود من الباحثين والمفكرين العرب لتقديم هذا العلم والتعريف به تمهيدا للمشاركة في تأصيله علمياً بالدراسات والبحوث الأنتربولوجية الممكنة في دائرة حياتنا المدرسية المثقلة بهموم العصر ومشكلاته. في هذه الدراسة حاولنا أن نقدم إجابات عن الأسئلة التي طرحناها حول ماهية الأنتروبولوجيا وتعريفاتها ومراحل نشوئها وتكونها وانتشارها في أصقاع العالم. ومما لاشك فيه أن هذا الموضوع يحتاج إلى دراسات وأبحاث كثيرة، وحسبنا أننا قدمنا صورة مصغرة ومختصرة لهذا الفرع العلمي، ونأمل لهذا الجهد المتواضع أن يقرع الأجراس منبها إلى أهمية تعريب هذا العلم على أمل المشاركة في معطياته وأبحاثه ونهضته في المستقبل القريب.