ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







النشاط التجاري في البحر الأحمر في عصر المماليك الجراكسة، 784 - 922 هـ / 1382 - 1516 م

المصدر: مجلة كلية الآداب بقنا
الناشر: جامعة جنوب الوادي - كلية الآداب
المؤلف الرئيسي: العلبكي، أحمد حامد أحمد موسى (مؤلف)
مؤلف: هيئة، التحرير (عارض)
مؤلفين آخرين: أحمد، حسن خضيرى (مشرف) , طايع، صلاح سليم (مشرف) , المغربي، محمد عبدالشافي محمد محمود (مشرف)
المجلد/العدد: ع 20
محكمة: نعم
الدولة: مصر
التاريخ الميلادي: 2006
الصفحات: 242 - 248
ISSN: 1110-614X
رقم MD: 429267
نوع المحتوى: عروض رسائل
قواعد المعلومات: AraBase
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

266

حفظ في:
المستخلص: حظي البحر الأحمر منذ أقدم العصور بمكانة مرموقة بين طرق الملاحة العالمية، فهو لم يكن في أي عصر من عصور التاريخ حائلاً بين الشعوب الآسيوية المتاخمة لساحله الشرقي وبين الشعوب الأفريقية المتاخمة للساحل الغربي منه ولم يمنع من الاتصال والاندماج بل والتأثير الأنثروبولوجي والعقيدي وأيضاً النشاط التجاري، لذلك كان طريق البحر الأحمر أهم طرق التجارة بين الشرق والغرب، حيث كانت تتبادل السلع والمنتجات عبره، وقبل كشف طريق رأس الرجاء الصالح في القرن التاسع الهجري/ الخامس عشر الميلادي، كان هذا الطريق يقلل إلى حد كبير من المصاعب والنفقات الطائلة التي كانت تنجم عن النقل البرى، إذا استثنينا من ذلك الطريق البري الضيق بين البحر الأحمر ونهر النيل، حيث كانت السلع والبضائع التي ترسل من بلاد الهند والصين تسلك طريق البحر الأحمر عابرة بذلك أقصر الطرق التجارية للوصول إلى مواني أوروبا. ولما كانت الفتوحات العربية الإسلامية خلال القرنين الأول والثاني الهجريين، وبسط العرب نفوذهم على دولتي الفرس والروم، فقد ظل العنصر الفارسي متمتعا بمكانته ونفوذه في البحرية الإسلامية، كما أن انتقال العاصمة الإسلامية إلى بغداد زمن العباسيين ساعد على استمرار النشاط التجاري في الخليج الفارسي كطريق لمرور تجارة الشرق، أما في العصر الفاطمي فقد نجحت تجارة الشام مع الشرق والجنوب، وغدت عدن ميناء رئيسيا لكل تجارة المحيط الهندي الذاهبة إلى بلاد الهند والصين فنشطت حركة التجارة مع الحبشة وزنجبار، فبدأ البحر الأحمر يستعيد أهميته السياسية والحربية والتي أخذت تنتشر نفوذها على بلاد الحجاز واليمن، فالعرب فطنوا إلى الموقع الجغرافي الممتاز لمصر وذلك بإشرافها على البحر الأحمر ناحية الشرق، فعملوا على استغلال هذا الموقع العالمي إلى أقصى حد، لا سيما فيما يتعلق بطرق التجارة بين الشرق والغرب خاصة وأن مصر وبلاد المغرب وفلسطين وسوريا غدت جميعا إمبراطورية إسلامية واحدة، وغدا طريق البحر الأحمر أهم الطرق الملاحية على الإطلاق لقلة نفقاته وصعوباته مقارنة بالطرق البرية التي كانت منتشرة قبل ذلك. كما أن أهمية البحر الأحمر في العصر الإسلامي، لم تقتصر على النواحي التجارية والمنافع العامة كالمواصلات وحفظ الأمن ونقل البريد وغير ذلك، بل احتل مركز عظيماً كطريق ملاحي هام لنقل الحجيج فعن طريق ميناء العقبة يأتي حجاج بيت الله الحرام من بلاد الشام، وعن طريق ميناء القلزم يأتي حجاج دلتا مصر وشمال أفريقيا والمغرب الأقصى، ومن ميناء عيذاب يأتي حجاج صعيد مصر وبعض حجاج شمال أفريقيا. وفى عصر المماليك الجراكسة، كانت لمصر مصالح تجارية حيوية في البحر الأحمر بعد أن أصبح أكثر طرق التجارة العالمية استخداماً نتيجة للتطورات السياسية التي نجمت عن وصول المد المغولي إلى فارس والعراق وشرق آسيا الصغرى، وهذه المصالح التجارية سواء كانت خارجية أم داخلية هي التي حكمت علاقات دولة المماليك الجراكسة بالدول المحيطة بالبحر الأحمر، فالعلاقات الاقتصادية تتبادل التأثير والتأثر مع العلاقات السياسية والدينية، فأصبح البحر الأحمر يمثل مركز الثقل في التاريخ السياسي والاقتصادي للعالم.

ISSN: 1110-614X