المصدر: | مجلة كلية الآداب بقنا |
---|---|
الناشر: | جامعة جنوب الوادي - كلية الآداب |
المؤلف الرئيسي: | عثمان، سهام راشد (مؤلف) |
المجلد/العدد: | ع 21 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
مصر |
التاريخ الميلادي: |
2007
|
الصفحات: | 109 - 158 |
ISSN: |
1110-614X |
رقم MD: | 429280 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
اللغة: | العربية |
قواعد المعلومات: | AraBase |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
انطلاقاً من قراءة نقدية لبعض القصص القصيرة لأهداف سويف نقدر على أن ندرك ما تمثله التقنيات السردية- على تنوعها- من أدوات تساعد على فهم النص، ويشرح لنا "جان إيف تادييه" ما تجسده التقنية السردية من خصوصية تمايز بين الفن الأدبي الذي يقدمه كل روائي عن غيره: "إن تقنية القصة هي القدرة الفنية على تقديم وترتيب الأحداث في الزمن". وهذا التعريف يوضح لنا أن لكل قاص أدواته السردية التي يقدر من خلالها على خلق عمل قصصي يمتاز بالخصوصية. فهو يرتب أحداث هذا العمل الفني بطريقة ذاتية أي أنها لا تخضع لشكل تنظيمي يسير الروائيون على خطاه. ومن ناحية أخري فإن الانحراف الزمني- بما يجسده من عدم التزام بالتسلسل الزمنى للأحداث- ينبثق هو الآخر من زمن نفسى يتسم بالذاتية. فكل شخصية في العمل القصصي يمثل لها الزمن المعاش خلال الأحدوثة القصصية معنى مغايرا للمعنى الذي تفهمه شخصية أخرى. فهذا الزمن النفسي لا يتجانس بشكل أو بآخر مع زمن السرد. فإذا ما كان الواقع الحياتي الذي تعيشه الشخصية يتضاد مع رؤيتها الداخلية، وما تطمح إليه من آمال وما يداخلها من رؤى ورغبات، فإن اللحظة المعاشة ستصطدم بلا شك مع دواخل الشخصية، فينتابها القلق والاضطراب وتضحى أسيرة ذات تعذبها اللحظة الحاضرة. وهو ما يدفعها إلى الذاكرة لتهرب إليها، وتستقى منها ذكريات سعيدة، تخفف من وطأة الواقع المعاش. وقد تلجأ إلى الخيال، فترسم من خلاله آمالاً وتطلعات للمستقبل، فتنشئ بذلك عالماً افتراضيا ووهمياً تنسى من خلاله آلام اللحظة الحالية. وفى هذا العمل النقدي نحاول أن نعرى دواخل العالمين الذكوري والأنثوي، ورؤية كليهما للآخر، وللمجتمع الذي يحيط بهما. وهو ما لا يتطلب فقط قراءة تحليلية للذوات الإنسانية التي تمثلها الشخصيات، ولكن أيضا اللجوء إلى الأدوات التقنية التي يقدمها السرد: الزمن، المكان، المنظور الكلى للسارد العليم، المنظور الذاتي، المنظور الخارجي. ويمثل الاسترجاع والاستشراف انحرافا زمنياً يفرض علينا التزاما بتوضيحه بقصد خلق تسلسل زمني افتراضي يسترشد به القارىء. وفى دراستنا للزمن السردي نجد أن الصمت النصيEllipse يعكس تعليقا للفعل السردي، وهو ما يتطلب بذل الجهد -حال وجوده في النص- لكشف ما يرمى إليه من معنى وقصد. ويبقى أن نوضح هذا "المونتاج" الذي من خلاله يرمى السرد إلى أن يزيح أحداثاً- ولو بشكل مؤقت- ليقصها فيما بعد في موضعها الطبيعي في النص. فالسارد يفضل أن يروي الأحدوثة رقم "أ" في ذات الوقت الذي يعطينا فيه تفاصيل سردية للأحدوثة رقم "ب" قبلما أن يقصها لنا بشكل ما فيما بعد في موضعها النصي. وهو يقصد بهذا تضفير القصة، وجعل أحداثها تتشابك، مما يعطى متعة للقارئ وشغفاً لمواصلة القراءة. ومع هذا فإن فك شفرات النص السردي يتطلب معرفة جيدة للهندسة البنائية لهذا النص. فإدماج أحدوثة داخل أخرى، أو جعلهما متشابكتين على مدار القصة، أو حكى تفصيله تخص إحداهما، ثم العودة لروى تفصيله تخص الأخرى بشكل متتابع، تمثل بالنسبة للكاتب أدوات يصيغ من خلالها عمله القصصي، وبالنسبة لنا أدوات نعتمد عليها في قراءتنا التحليلية للنص السردي. ويهتم هذا العمل أيضا بدراسة الوسط الاجتماعي الذي تدور خلاله أحداث القصة المروية. وهذا يدفعنا للتساؤل عما إذا كانت أهداف سويف تفرض على شخصياتها أن تتبنى ذات رؤيتها للأحياء والأشياء، وعن الكيفية التي ترى بها الشخصيات ذواتها وذوات عالم المهمشين من الفقراء وغيرهم. فأهداف سويف- ككاتبة ذات صيت عالمي - تعتمد في كتابتها على تقنيات سردية، يهمها بالأساس أن تكشف العالم الداخلي للشخصية بآلامه وآماله على السواء. فمن خلال المنظور الداخلي يمكن للقارئ أن يدرك ذات ما تشعر به الشخصية. وتعتبر قصة "أذكرك" قصة عن القهر الذي يمارس على النساء. وهي قصة قصيرة تمتاز بالوحدة في الزمان والمكان. والحكاية التي تقصها الشخصية الرئيسية بعلاقاتها المتجاوبة والمتنافرة مع الشخصيات الأخرى، تقوم على إظهار ذلك الاضطراب الداخلي الذي تشعر به البطلة. فهي تعاني على السواء من آلام الحمل، وآلام عدم القدرة على التجاوب والاتصال مع الآخر. فآلام القهر التي تشعر بها مبعثها رفض لسلوكيات وفكر الآخر المغاير لها فكرياً وإيديولوجياً. إنها تشعر بالاغتراب. وتبقى لها الذاكرة كمتنفس وخلاص من لحظة آنية تعذب دواخلها. فمن خلال فعل التذكر يتسنى لها أن تهرب من قسوة الواقع. فتأتي ذكرياتها لتبصر من خلالها العالم الخارجي المفتوح المغاير لهذا الحيز المغلق. ومع هذا فعندما تتاح لها الفرصة لكي تبصر العالم الخارجي من خلال النافذة فإن الذكريات تتوقف. |
---|---|
ISSN: |
1110-614X |