ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







شخصية السطان الجائر بين توفيق الحكيم و عزالدين إسماعيل

المصدر: المؤتمر الدولي الثاني للسرديات بعنوان أفاق جديدة في السرد الروائي
الناشر: جامعة قناة السويس - كلية الآداب - الجمعية المصرية للسرديات
المؤلف الرئيسي: عطا الله، محمد عبدالرحمن (مؤلف)
المجلد/العدد: مج 2
محكمة: نعم
الدولة: مصر
التاريخ الميلادي: 2009
مكان انعقاد المؤتمر: العريش
رقم المؤتمر: 2
الهيئة المسؤولة: قسم اللغة العربية و الدراسات الإسلامية ، كلية التربية بالعريش ، جامعة قناة السويس و الجمعية المصرية للدراسات السردية
الشهر: مارس
الصفحات: 345 - 383
رقم MD: 430453
نوع المحتوى: بحوث المؤتمرات
قواعد المعلومات: AraBase
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

86

حفظ في:
المستخلص: يتناول البحث موضوعا واحدا في فنين مختلفين ; فنرى كلا من توفيق الحكيم، ود. عز الدين إسماعيل يعنون عمله بـ "السلطان الحائر". تناول الحكيم شخصية السلطان الحائر من خلال مسرحية نثرية، وتناولها د. عز الدين من خلال أوبرا شعرية. ومسرحية الحكيم اتخذت من شخصية السلطان الحائر قناعا، أو رمزا لأصحاب السلطان ممن يملكون في يمناهم القنبلة أو السيف، وفي يسراهم القانون أو المبادئ، وهم حائرون أيهم يطرحون، وأيهم يستبـقون. وقد عبر الحكيم نفسه عن هذه الظاهرة بقوله : " كانت هناك ظواهر دفعتني إلى مواجهتها بالوسائل التي كانت في يدي. من ذلك خنق الحرية، وإعطاء القانون إجازة. وهنا رأيت أن أكتب " السلطان الحائر" لأوضح وجوب احترام القانون والحرية، والابتعاد عن استعمال السيف والعنف. (1) وإن كانت فكرة الثنائيات واضحة في معظم أعمال الحكيم، إلا أنها " هذه المرة ليست ثنائية مجرده، وإنما ثنائية واقعية. ثنائية السيف والقانون، التعسف والديمقراطية".(2) ومن هنا لهذه المسرحية أهميتها، فهي " تعد من المسرحيات القليلة للحكيم التي أعيد طبعها بالعربية فيما بين 1960- 1986 سبع طبعات، وترجمت إلى لغتين أجنبيتين : الإيطالية في روما 1964، والإنجليزية في لندن 1973، وقدمت في مهرجان باليرمو بايطاليا في 1981. كما قدمها تلفزيون باريس بممثلين فرنسيين بعنوان "سلطان للبيع"، وأذيعت في تلفزيون السويد وسويسرا. وهذا يعنى أن المسرحية تملك من المقومات ما تستطيع أن نخاطب به القراء والمشاهدين في أرضها والأرض الأجنبية ". (3) وأحداث المسرحية تقع في عصر سلاطين المماليك، وتعقدت أحداثها عندما أشاع نخاس أن سلطان البلاد مازال عبدا مملوكا ; لأنه باعه منذ طفولته، وتربى في كنف السلطان السابق، ومات دون أن يعتقه، وأصبح سلطان البلاد حائرا بين أمرين : إما أن يستخدم السيف ; ليخرس الألسنة، ويستتب له الحكم، وإما أن يذعن للقانون ويباع في مزاد علني ; لأنه ملك للدولة. ووقف الوزير إلى جانب السيف، ووقف القاضي إلى جانب القانون، وبعد حوار ومناقشات، فكر القاضي في فكرة بموجبها يقوم المشتري بعمل وطني لمصلحة البلاد. تلك الفكرة تقوم على إعتاق السلطان فور شرائه، وبعد حيرة وقلق يختار السلطان القانون، ويرسو المزاد على موكل امرأة غانية، يوقع عقد الشراء، ويرفض أن يوقع عقد العتق، ويقوم الوزير بتهديده ; ليفصح عن اسم موكلته، فيرفض، وعندما يبلغ التهديد مداه، تظهر الغانية، وتكشف عن شخصيتها، وبعد حوار طويل يظهر من خلاله تفوق الغانية على القاضي، ترفض أن تعتق السلطان إلا بعد أن يقضي في بيتها ليلة، وتنتهي المسرحية بعتق السلطان. وأبقى د. عز الدين في أوبراه على جوهر القضية، ولكنه حذف من صلب المسرحية أجزاء كثيرة، وأضاف مشاهد كاملة، وأضاف بعض الشخصيات، مثل : شخصية زوجه السلطان ليقيم توازنا أوبراليا - على حد قوله - بينها وبين شخصية الغانية البطلة الوحيدة في المسرحية(4)، ومن ثم بلغت الأوبرا نصف حجم المسرحية. ومما يمكن الإشارة إليه أن بين العملين مدة طويلة من الزمن، فقد كتب الحكيم مسرحيته سنة1960(5 ). أما الأوبرا، فلم يشر د. عز الدين إسماعيل إلي تاريخ كتابتها، ولم نعثر على تاريخ للنشر، ولا تاريخ في المقدمة، ولكن يمكن أن نستدل من تاريخ الإيـداع، أنها نشرت سنه 1989. وهناك إشارة أخرى في مقدمة الأوبرا تؤكد صحة هذا التاريخ لقول د. عز الدين إسماعيل : " وذات يوم ذهبنا... إلى توفيق الحكيم في مكتبه لنطلعه على الأمر، ففرح فرحا غامرا، وقال : ليتني أعيش حتى أرى هذا العمل يؤدى على مسرح الأوبرا الجديد. أمنية تمناها في آخر أيامه، ولكن القدر عاجله قبل أن تتحقق". (6) وبالطبع كان هذا اللقاء 1987سنة وفاة الحكيم. ومهما يكن من أمر، فإن كانت للمسرحية أهميتها، فإن الأوبرا تستمد أهميتها من أنها أول نص أوبرالي عربي صميم.. (7) ويتناول البحث في تحليل شخصية السلطان الحائر خمسة محاور رئيسة هي :السمات الشخصية للسلطان الحائر، وعلاقته بالمكان وعلاقته بالزمان، وثنائية الأنا والآخر، ولغة السلطان.