المستخلص: |
ينطلق هذا البحث من فرضية أساسية تقول أن المؤرخ الغربي أياً كان انتمائه ومهما بلغ به المستوي العلمي والمعرفي من رقي فهو يعبر عن بيئته، ويمثل خصائص حضارته، وتنطبق هذه الفرضية انطباقاً جلياً على المؤرخ البريطاني أرنولد توينبي الذي هو أحد أبناء الحضارة الغربية، وهو أيضاً ابن المؤسسة الاستعمارية البريطانية، التي خدم فيها سنوات طويلة من حياته، وقدم خدمات جليلة لها تمثل بالإشراف على الحوليات الخاصة بالشؤون الدولية، وتقديم دراسات وبحوث أسهمت في تعميق المعرفة الدولية لديها، كما أنه قدم منظوراً حضارياً في تفسير التاريخ يعد بحق واحداً من أبرز التنظيرات المتعلقة بفلسفة التاريخ، وبالتالي رسم العلاقة بين مجتمعه الغربي وبقية المجتمعات، لاسيما المجتمع الإسلامي. إن هذا البحث يحاول أن يجيب على سؤال رئيس ومهم وهو: ما هي صلة المؤرخ أرنولد توينبي بالمؤسسة الاستعمارية البريطانية؟ وكيف أثرت هذه الصلة على نتائج الأبحاث التي قام بها، ولاسيما منظوره في فلسفة التاريخ؟ وكيف نظر إلي المجتمع الإسلامي وعلاقته بالحضارة الغربية؟ وأخيراً كيف نظر أرنولد توينبي إلي العالم الإسلامي، الذي يشكل التحدي الأول للحضارة الغربية؟ وبالتالي نصل إلي السؤال الأكثر جوهرية وهو، هل إن آراءه في التاريخ والسياسة والحضارة تأثرت بالمؤسسة الاستعمارية البريطانية أم العكس؟ \
This research starts off from the basic supposition which states that the western historian presents his environment and his own civilization features whatever advanced his belonging and his scientific knowledge was. This theory applies clearly 011 the Britain historian prof. Arnold Toynbee as a citizen of the western civilization, the son of the Britain imperialism institution also; he served there many long years of his life and he made important tasks there like: supervising the international affairs survey, presenting studies and researches helped in developing the international knowledge in it. He presented the relationship between his western society and other societies, especially the Islamic one which was the most threatening to his western civilization. He viewed the Islamic world from two points: first the matter of Westernization, second the unity of Pan - Islamic world.
|