ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







التفاعل بين الثقافتين: تمثلات وتأملات مستقبلية

المصدر: مجلة ثقافات
الناشر: جامعة البحرين - كلية الآداب
المؤلف الرئيسي: الخطيب، حسام، ت. 2022 م. (مؤلف)
المجلد/العدد: ع 13
محكمة: نعم
الدولة: البحرين
التاريخ الميلادي: 2005
الصفحات: 162 - 169
رقم MD: 438512
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: AraBase
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

13

حفظ في:
المستخلص: شهد العقد الأخير من القرن العشرين وبضع السنوات الأولى من القرن الحالي علامات تزايد واضح في الدعوة إلى التفاعل بين الثقافة الأدبية والثقافة العلمية التقانية. ولكن خلافاً لما حدث في الماضي لم تعد الثقافة العلمية التقانية شديدة الاتكاء على الخيال الأدبي. بل إن التقانة بالذات هي اليوم الجانب الأكثر تأثيراً في الثقافة الأدبية. ومن الناحية الذرائعية الخالصة يبدو الأدب بحاجة إلى الإفادة من الواقع التقاني والخيال العلمي حتى يضاهي التطلعات الخيالية للأجيال الجديدة. وهذا الدعم المطلوب يمكن أن ينظر إليه من خلال الناحيتين التاليتين على الأقل: الناحية الأولى: هي الناحية التحصيلية literary scholarship، أي دراسة الأدب وتحليله وفهمه، وتشمل النقد الأدبي، والأدب المقارن (دراسة الأدب بالمقارنة)، والتاريخ الأدبي، والتحليل الأدبي، ومختلف أشكال الدراسات الأدبية واللغوية، وهذه الأشكال من التحصيل الأدبي ليس لها مشكلة مع التقانة بمختلف مستوياتها. فالكتابة أصلاً صنعة تقانية تطورت مع تطور تقاناتها منذ عصر النقش على الحجر، إلى عصر الريشة ثم الكتابة على الورق المصنوع (بدلاً من الجلد)، إلى عصر الآلة الكاتبة، وأخيراً إلى عصر النص الفرع hypertext والأنظمة الحاسوبية المتوالدة يومياً. ومع تطورات العلم والتقانة، تطورت على مستوى شبه مماثل وعلى أساس مواكبة التطورات التقانية، طرق الكتابة وإنجازاتها وكشوفها في مجالات التحصيل الأدبي. وقد فتحت هذه التطورات آفاقاً ممتازة لفهم الظاهرة الأدبية وتثبيت أسس الأنساق المعرفية المختصة بدراسة الأدب، بحيث نجد التحصيل الأدبي في بداءة هذا القرن لا يختلف في موضوعيته وجنوحه إلى تشريح الأدب والنقد اختلافاً كبيراً عن العلوم الأخرى من ناحية الحاجة المتزايدة إلى تطبيق التكنولوجيا والإفادة من منجزاتها المتوالدة. وقد أصبحت الآن القصائد والروايات تشرح وتفكك ويعاد تركيبها وتدرس نقاط الارتكاز فيها، كما تدرس ذبذبات لغتها وطرائق التعبير فيها. بل يعاد تقديمها عن طرائق تقنيات النص المفرع، وهذا موضوع لا خلاف عليه ولاسيما عند كل من أتيح له أن يتقن استخدام الحاسوب في مجالات تقصي طبيعة تركيب النصوص. الناحية الثانية، وهي ناحية الإبداع، يمكن أن تكون موضع آخذ ورد. وسوف نتوقف عندها ملياً لنظهر مدى انشغال الفكر الحديث بهذه المسالة ولندعو المؤسسة الأدبية العربية لأن تكون أكثر انفتاحاً لهذه المغامرة الجديدة في الإبداع.

عناصر مشابهة