ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







الصور السوريالية .. الريح تنهض مثل امرأة: بتصرف عن كتاب السوريالية .. الطريق الى المطلق، 1986

المصدر: مجلة ثقافات
الناشر: جامعة البحرين - كلية الآداب
المؤلف الرئيسي: بالاكيان، أنا (مؤلف)
مؤلفين آخرين: صالح، أمين (مترجم)
المجلد/العدد: ع 13
محكمة: نعم
الدولة: البحرين
التاريخ الميلادي: 2005
الصفحات: 201 - 206
رقم MD: 438577
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات: AraBase
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

5

حفظ في:
المستخلص: خلاصة القول آن ما يميز جوهريا الطريقة السوريالية في الكتابة عن شعر الأجيال السابقة ليس انقطاعها وانعتاقها عن الشكل العروضي، ولا يمكن الاختلاف في أي استخفاف بالتركيب النحوي. انه، بالأحرى، استخدام الكلمات: إثراء لمعجم الشعر الفعال، انعتاق عن الكوابح اللفظية، انتقاء لتداعي الكلمة وراء نطاق الحواجز التي أقامها المنطق، مجاز جديد مبنى على هذا التحشيد المتنافر والمتضارب للكلمة، والصور الناتجة عن ارتباط مجاز مع آخر. ما فعلة السورياليون ليس هو التضحية بالوضوح بل تقرير أن هذا الذي كان مصدر قوة في النثر كان محتمل الحدوث في الشعر، فالفرنسيون قد افترضوا لفترة طويلة بأن ما هو ليس نثرا هو شعر. ولقد أتضح بأن الشعر كان ضربا مختلفا من النشاط الفكري، متألفا مما قد يعتبره المرء انحرافا ذهنيا وضيمياء لغويا. من الجلي أن في التوصل إلى احتكاك واتصال مباشر مع هذا النوع من الشعر فإن كلمات مثل "فهم" و" تفسير" و "تعبير" لا تكون ملائمة. "المعرفة" و«الاعتناء» و«الإقلاق» هي من العبارات التي توصل على أفضل وجه طموحات الشاعر السوريالي وعلاقته بالقارئ. الاختلاف الحاسم بين الثورات اللغوية السابقة والثورة السوريالية هو أنه في هذه المرة لا يكون تحول الكلمة غاية بذاتها أو حتى وسيلة لاتصال أكثر فعالية وتأثيرا. بالأحرى نحن نرى أن اللغة تخلق وتجعل الحلم-الذي لا يوصف — ماديا ومتماسكا. بالنسبة للشاعر السوريالي، والفنان السوريالي أيضا، فإن الطلق واللانهائي هما ضمن نطاق قلم الحبر أو قلم الرصاص. اعتمادا على سلطته على الكلمات (أو الخط)، وعلى قدرته على خلطها وتحويلها، مستوعبا بفهم تام لقاءاتها التصادفية. واعتمادا أيضا على تشكيلة من التركيبات التي يستطيع أن ينتجها بذلك. إن صوفيته تعتمد على الدوام على هذه الذخيرة من اللغة. وهو يكتشف أن اللغة احتياطي لا ينضب. من خلال الكلمة يصير المستحيل ممكنا، والطبيعة يمكن أن تكون موهوبة بخاصيات ميتافيزيقية، والحسية تتخذ نسبا جديدة: رؤى تتناثر على سطح الأرض، لا ترى ولا تبين في عزلتها الفردية، وهذه الرؤى تنجذب إلى المغناطيس اللغوي الجديد، وتجتمع معا في تركيب جديد من اللغة المجازية التي بدورها تخلق تركيبا جديدا للوجود.

عناصر مشابهة