المستخلص: |
إن تنافس الإنسان على أسباب الحياة الأولى في البادية على (الملأ والكلأ والنار) شديدٌ جدًا، فرضت عليهم التضامن والتعاون بين أبناء القبيلة الواحدة لمواجهة الخصوم، وإن قسوة الحياة الصحراوية والحاجة في البادية فرضت على أهلها محامد منها الشهامة والمروءة والكرم والوفاء بالعهد والدفاع عن الضعيف والشفاعة لمن يطلبها، فكان لدى البدو فضلاً عن هذه الفضائل والمحامد عادات تناسب حياتهم الصحراوية القاسية. وعند مجيء الإسلام أقر هذه الفضائل بما يعرف الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فقد حظيت القيم الاجتماعية العربية الأصلية باهتمام كبير تثبيتا لحديث الرسول (صلى الله عليه وسلم) وكما جاء في صحيح البخاري: (خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام إذا فقهوا)، وقال (الرسول صلى الله عليه وسلم): (إن خياركم احسانكم أخلاقًا) ج4/55-56. لذا فقد أخذت الشفاعة جانبًا من اهتمام العلماء والدارسين من أصحاب الحديث والفقه، وبحثوا في مدلولها على الرغم من الاختلاف الواضح بين الفرق الإسلامية فيها، إلا أنهم متفقون على أن أصل الشفاعة في يوم القيامة التي بشر بها الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) من خلال تأكيد القرآن الكريم عليها في أكثر من موضع من آياته الكريمة. وإن مفهوم الشفاعة هي التوسط وطلب العون والصفح بين المسلمين في الدنيا وهي مظهر من مظاهر المغفرة والرحمة من لدن الله تعالى لعباده، سواء الدنيوية منها أو الشفاعة الأخروية بين المسلمين بالقول من أهل التوحيد يوم الميعاد. وقد بين القرآن الكريم أن هذه الشفاعة الدنيوية الحسنة هي التوسط بالقول في وصول الإنسان إلى منفعة دنيوية والخلاص من مضرة بقوله تعالى: (مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا) سورة النساء، الآية (85). أما الشفاعة الأخروية فالله تعالى وحده أو لمن يخوله واتخذ عند الرحمن عهدًا لقوله تعالى: (يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا)، سورة طه، الآية (109). تنقسم الشفاعة من حيث زمانها إلى شفاعة دنيوية وأخرى أخروية أ- فالشفاعة الدنيوية هي التي يكون نفعها في الدنيا كدعاء الرسول (صلى الله عليه وسلم) والاستسقاء لأمته وقت الجدب والقحط وكشفاعات بعض المسلمين لبعض في طلب منفعة أو رفع مظلمة، كقول رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (اشفعوا لي فلتؤجروا وليقض الله على لسان نبيه ما كان) (91). ب- أما الشفاعة الأخروية: فهي طلب من الله (عز وجل) أن رفع درجة مَنْ في الجنة أو دخوله الجنة بعد أن كان من أصحاب الأعراف أو خروجه من النار ودخوله الجنة، فإنها شفاعة الله الواحد القهار يعطيها لمن يشاء، فلا تنفع هذه الشفاعة إلا لمن أذن له الرحمن ورضي عنه وله مقام محمود عنده- كما جاء في قوله تعالى: (يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا) طه/ 109. والرسول (صلى الله عليه وسلم) كان رحمة مهداة من الباري عز وجل للإنسانية فالشفاعة هي مظهر من مظاهر رحمة الله تعالى ومن الرحمة إلا نقنط أبدًا من رحمة الخالق جلت قدرته.
Man's Competition for the reasons of life in the desert to get water, herbage and fire w’as too severe and this has imposed collaboration and cooperation among people of the tribe in fecing their enemies. The severe life in the desert obliged its people to have characteristics of bravery nobility, loyalty, generosity and to defend the weak and to have forgiveness for those who need it. Therefore, the Bedouins in addition to these features were having bad ones which suit their sever life in the desert. When Islam had come, it fixed these characteristics and confirmed Arab social values which took great attention The prophet Mohammed said [The best of you is the best in his morals]. Forgiveness has got great attention of scholars and those who study the speech of the prophet and jurisprudence. They looked upon its significance in spite of the clear difference among Islamic groups. But they agree upon the origin of forgiveness at doomsday in which the prophet has talked about by the Holy Quren in more than one version Forgiveness’s concept is meant mediation asking for help among Moslems. It represents mercy of God. The holy Quran has explained forgiveness in this life by mediation in reaching Man's needs. As for forgiveness in the other life, God is only the one who has the right to give his order. Forgiveness is a mercy giben by god for all humanity and the prophet was a mercy gifted from God to express the greatness of his capability The paper includes the meaning of forgiveness in language and its concept pre-Islam and during the message Age in both the Holy Quran and prophets speechs. \
|