المستخلص: |
الغرض من المقال هو الحديث عن استعمالات ابن رشد للأمثلة العلمية والفقهية. فمن المعروف عند المؤرخين أن الرجل كان فقيها وطبيبا وملما بالآداب العربية والعلوم الرياضية والفيزيائية؛ وقد كان من الطبيعي أن يكون لهذه الانشغالات تأثيرات ومداخل في طبيعة اختياره لأمثلته في نصوصه الفلسفية. الأمر الأول الذي وقف عنده المقال هو استعماله تمثيلات محسوبة على هذه الدوائر العلمية التي هي في الأصل تخصصات علمية لها أصحابها العارفون بها. لذلك كان هدف المقال هو فحص مدى التزام ابن رشد بتلك القاعدة التي تلزم مستعمل التمثيل بأن يمتلك علما متقدما بالمعارف الممثل بها باعتبارها مقدمة في حجته. كان التمثيل بعلوم التعاليم بقصد التشريع للنظر العلمي، وقد مكنت خصائص علوم التعاليم، من تحصيل هذه الغاية بالنظر إلى يقينيتها وانفصالها عن بادئ الرأي، واقتضائها التعاون والتداول بخصوص ثمراتها. أما الأمر الثاني فهو ما يمكن تسميته بصراع التمثيلات عند ابن رشد، حيث يظهر المقال تنافس هذه الدوائر المعرفية والعلمية على الحضور في نصوصه. فقد تخلى عن التمثيل بالعلوم الهندسية لصالح التمثيل بالفقيهات من أجل إثبات مشروعية الفلسفة والمنطق على الرغم مما تقدمه العلوم الأولي من إمكانات نجاح التمثيل مقارنة بالثانية. حيث يظهر المقال أن مقتضيات تداولية تتعلق بطبيعة المخاطب، جعلت مثال التعاليم غير ظاهر بما يكفي له؛ في حي كان مثال أصول الفقه أقرب فضلا عن كونه يستوفي الغرض من المثال الأول، أي ضرورة التعاون والتداول.
The article contends that Ibn Rushd’s extensive use of scientific analogies is purposeful. Known to Historians as a jurist and a physician who had an excellent mastery of Arab literature, Ibn Rushd had nourished interests in Mathematical and Physical sciences as well. These interests of Ibn Rushd’s had a great influence on the nature of the analogies that he used in his works as a philosopher. One of the main premises that govern the use of analogy within the realms of reasoning requires the user of analogies to have a full knowledge of the subject matter of the example. The present article attempts to examine the extent to which Ibn Rushd respects this rule as a premise to his argument, and to what ends. For Ibn Rushd, the purpose behind using mathematical examples was to legitimize scientific theorization in the Islamic world, and to set its rules of cooperation and exchange among scientists. The certainty and neutrality of mathematical sciences allow for this purpose. However, Ibn Rushd chose to substitute mathematical analogies by analogies of foundation of jurisprudence—a science which is closer to the audience that he targeted in the first place. In fact, this is the main factor behind Ibn Rushd’s strategic choice to let go of mathematical examples.
|