ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







نظرية اعتذار الحضارات

المصدر: الوعي الإسلامي
الناشر: وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية
المؤلف الرئيسي: عيساوى، أحمد محمود (مؤلف)
المجلد/العدد: س 47, ع 534
محكمة: لا
الدولة: الكويت
التاريخ الميلادي: 2010
التاريخ الهجري: 1431
الشهر: صفر / فبراير
الصفحات: 32 - 34
رقم MD: 446907
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات: IslamicInfo
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

20

حفظ في:
المستخلص: وفي ظل حالة الانسداد الفكري الراهنة مع الغرب، وانعدام ثقافة الاعتراف بخطايا الذات التاريخية لدى النخب والطليعة الغربية، وغياب أدبيات الاحترام والاعتراف بحق الآخر في عرض وجهة نظره العادلة، نتساءل أخيرًا من سيعترف بمن ومن سيصالح من؟ ومن يعتذر ممن؟ نحن أم أصحاب نظرية الصراع الدامي. وهل المطلوب منا اليوم أن نتحمل أخطاء غيرنا النائمة في أحضان التاريخ، وحمل أوزارهم مع أوزارنا العديدة، إذ إن من مبادئنا نحن المسلمين مبدأ تحديد المسؤولية الشخصية لاستحقاق الثواب أو العقاب، فقد زخر القرآن الكريم بمبادئ {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} (الأنعام: 164)، و{تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلا تُسْأَلونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (البقرة: 141) غير أن الغرب لما فشل في تحقيق نظرياته على أرضية الواقع بقوة الحديد والنار والمال والاقتصاد والثقافة والإعلام، لجأ لحيلة تحديد الخطيئة وتحميل الأوزار، انطلاقًا من تخبطاته العقدية عن نظرية الفداء الإلهي الكاذب، التي يحتمي بها، ويبتز بها الآخر ابتزازًا سخيفًا، وذلك بهدف وضع العرب والمسلمين في موضع المسؤولية التاريخية عن كل ما وقع من مآس للإنسانية، ما دام قد وجد أساطنة الفكر الغربي ملجأهم الكنسي الأسطوري ليختفوا وراء عباءة الرب الذي قدم ابنه فداء لما اقترفوه وما يقترفونه وما سيقترفونه من جرائم في حق الإنسانية عمومًا، والعرب والمسلمين خصوصًا، آملين بهذا الطرح الأسطوري حرمان العرب والمسلمين من فسحة للراحة والطمأنينة والتنمية، التي ستوفر لهم مقومات الإقلاع الحضاري الشاملة، في توليفة أسطورية عجيبة يلجأون إليها في حال تجميع أدوات الغلبة والتمكن من رقاب الآخر، حيث يسمح لهم بركوب مطايا الأسطورة والغيب الكاذب، وحرمان الآخر من الغيب الصادق الذي لا مراء فيه. ولكن أما آن لأصحاب هذه النظرية أن يضعوا حدًا لأفكار الدماء الزاحفة على الأرض، وثقافة القتل والتهتيك العشوائية، وروح الاغتصاب والعنف الدموية... تلك هي المشكلة الأخلاقية التي يعانون منها، والتي نتحمل نحن العرب والمسلمين أوزارها الباهظة، وفي انتظار عودة وعيهم، وتحقق رشدهم، ماذا يجب علينا أن نفعله؟ سؤال موجه لكم، ولأولي الأمر، وللنخب الطليعية في الأمة، تحت أي نظرية ننطوي؟ وهل يقبل الآخر عرضنا بطرح نظرية الاعتذار؟ أم يرفضها كعادته؟ وفي انتظار كل هذا وذاك، وفي ظل الصمت والتراخي العربي والإسلامي الرسمي والشعبي نبرأ إلى الله من هؤلاء، ولنعول على سواعدنا المؤمنة لتفتيق أمل النجاة في القلوب والنفوس الطليعية المؤمنة، {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} (الحج: 40).

عناصر مشابهة