المصدر: | مجلة جامعة دمشق للعلوم الاقتصادية والقانونية |
---|---|
الناشر: | جامعة دمشق |
المؤلف الرئيسي: | الحلاق، ثائر علي (مؤلف) |
المجلد/العدد: | مج 28, ع 1 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
سوريا |
التاريخ الميلادي: |
2012
|
الصفحات: | 431 - 460 |
ISSN: |
2072-2273 |
رقم MD: | 450723 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
قواعد المعلومات: | EcoLink, IslamicInfo |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
الناشر لهذه المادة لم يسمح بإتاحتها. |
المستخلص: |
ظاهرة التكفير حالة مرضية في الفكر الإسلامي، ظهرت في وقت مبكر من تاريخه، واكتوى بنارها الناس قديما وحديثا ولا تزال ـ حتى اليوم ـ تشغلهم في نواديهم ومنتدياتهم، ساعد على إيجادها عصبية مسرفة، ثم عدم تعمق في دراسة العلوم الإسلامية حيث ُأُخذ ببعض النصوص وتركت أخرى، وعول على المتشابه وأُهمل المحكم، ﹸواعتمد على الجزئيات وأُعرض عن الكليات، فضلاً عن الفهم السطحي لبعض النصوص، لذا فشت هذه الظاهرة عند المتأخرين أكثر من المتقدمين، وعند المقلدة لا المجتهدين، فلا بد ـ إذاﹰ ـ من الوقوف عليها، ووضع ضوابط محددة لها، وهذا ما تكفلت به هذه الورقة البحثية، وفوق كل ذي علم عليم. قضية التكفير أول بدعة ظهرت في الوسط الإسلامي، وفي وقت مبكر من عهد الإسلام،واستشعر السلف (الصحابة ومن بعدهم) آنذاك خطورة هذا الأمر وشناعته؛ فردوا هذا القول وحكموا ببطلانه ومنافاته لمبادئ هذا الدين، غير أنه بدلاﹰ من أن تختفي هذه الظاهرة التي تعد شذوذﹰا في الفكر الإسلامي، انتقلت عدواها ـ بقصد أو بغير قصد ـ من الفئة التي اختصت بها واحتضنتها ـ وهم الخوارج ـ إلى معظم الفرق الكلامية والمذاهب الفقهية، حيث أخذ أصحابها ـ أو بعضهم على الأقل ـ التراشق بالكفر والتنابذ بالألقاب المضللة، وضاع الحق وعمي عليه في غمرة هذه الصراعات المذهبية، التي شغلت المسلمين طيلة قرون خلت؛ وما زالت جرثومة التكفير تنخر الجسد الإسلامي، وما برحت هذه الظاهرة تجد حتى الآن ـ وللأسف ـ من يروج لها، ويتبناها باسم الإسلام نفسه، وكل منصف من ذوي البصائر والتمييز؛ يعلم أن هذا الأمر لو بحث على بساط الفكر، وفي إطار من الموضوعية والحرية، لكان ذلك أقوم وأهدى سبيلاﹰ. إن الكلام عن التكفير يحتاج إلى حيطة وحذر شديدين؛ ذلكم أن كثيراﹰ ما يكون الدافع إليه التعصب والهوى، كما أن التسرع في الحكم بالتكفير وقصور النظر فيه، والغفلة عن ضوابطه، وعدم الجدية في تناول الموضوع من جوانبه المختلفة له حظ وافر من ذلك، وتأتي صعوبة النظر فيه أيضاً بوصفه سمعياﹰ محضاً، لا مدخل للعقل فيه، ومن هنا يصعب الوقوف على مراد اﷲ تعالى في ذلك. |
---|---|
ISSN: |
2072-2273 |