ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







تهيئة الشعوب للاستعباد في عصر العولمة

المصدر: التقرير الاستراتيجي السادس الصادر عن مجلة البيان: مستقبل الأمة وصراع الاستراتيجيات
الناشر: المركز العربي للدراسات الانسانية - مجلة البيان بالسعودية
المؤلف الرئيسي: مبروك، محمد إبراهيم (مؤلف)
المجلد/العدد: التقرير 6
محكمة: نعم
الدولة: السعودية
التاريخ الميلادي: 2009
مكان انعقاد المؤتمر: الرياض
رقم المؤتمر: 6
الهيئة المسؤولة: مجلة البيان بالسعودية ، المركز العربي للدراسات الانسانية بالقاهرة
التاريخ الهجري: 1430
الصفحات: 37 - 55
رقم MD: 453235
نوع المحتوى: بحوث المؤتمرات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: HumanIndex, IslamicInfo
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

50

حفظ في:
المستخلص: عند تجاوز النظرة المعتادة للأبعاد السياسية لمسألة الهيمنة الغربية الأمريكية، على العالم إلى التعمق في الأبعاد الفلسفية والإنسانية لها يتكشف عند ذلك مدى بشاعة هذه الهيمنة وآثارها المدمرة على الإنسانية جمعاء. إنها عملية استعباد تُمارَس على الشعوب لا نقول الفقيرة، ولكن «المستضعفة» وتتم تهيئة تلك الشعوب لهذا الاستعباد عبر «السياسة– الفكر– الاقتصاد– الإعلام»، فمن خلال هذه الوسائل تتم تهيئة الشعوب للانقياد. لا يكاد يكون هناك موضع كبير للجدل في القول بأن الفكر البراجماتي هو الفكر القائد لعصر العولمة، وتفصيل ذلك أنه بنهاية الحرب العالمية الثانية، وانتقال مركز ثقل القوى الغربية لأمريكا؛ انتقل بدوره الفكر البراجماتي الأمريكي إلى مركز قيادة الفكر الغربي بوجه عام. وبسيادة هذا الفكر على العالم في عصر العولمة غدا الفكر القائد لهذا العصر. ومما يعتاد قوله: إن الدول الرأسمالية الكبرى تسيطر على الاقتصاد العالمي بالطريقة التي تؤدي إلى استغلال الدول الفقيرة، من خلال آلية الاقتصاد الليبرالي الحر الذي يقود عصر العولمة . لكن السؤال الذي قد يغيب عن الكثيرين هو: من الذي يقود هذه الدول إلى عملية الاستغلال هذه؟ إنها النخبة البراجماتية المسيطرة على اقتصاد هذه الدول الكبرى، والتي لا تعمل على استغلال شعوب الدول النامية فقط من خلال النخبة البراجماتية المسيطرة عليها، ولكن على الطبقات المتدنية من شعوبها ذاتها. إن الأفكار البراجماتية تعني الصراع المستمر بين جموع اللاعبين الذين لا يبحثون سوى عن الربح أو المنفعة، دون النظر إلى أيّ مبدأ وقيمة أخرى؛ فإن نتائج هذه المسألة تكون أكثر بشاعة بالنسبة للدول الفقيرة عما يحدث في الدول الغنية؛ وذلك لأن حجم الربح أو المنفعة في تلك الدول أقل كثيرًا. وفضلاً عن الاستنزاف الدائم لأموال أبناء الشعوب الإسلامية الغنية من خلال ألاعيب بورصات التجارة العالمية؛ فإن التركيز على أبناء هذه الشعوب يتم أولاً من خلال صناعة الحاجز العازل بينهم وبين الإسلام؛ والضغوط الإعلامية بأن الاقتراب من الإسلام يؤدي بهم إلى الاتهام بتهمة «الإرهاب» ، وبذلك يتسنى لهم تشكيل عقول أبناء هذه الأمة من خلال القنوات الإعلامية الموجهة مخابراتيًّا، والتي لا تنشر فقط الإباحية والفسق، ولكن تعمل بشكل مكثف على نشر العلمانية والإلحاد، وإعلاء قيم المنفعة والمفاهيم البراجماتية الأنانية، حتى سقط الكثيرون من أبناء هذه الشعوب في تخدير الإلهاء الشهواني الدائم.