ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







مستقبل النظام الدولي في ضوء أزمة أوسيتيا الجنوبية

المصدر: التقرير الاستراتيجي السادس الصادر عن مجلة البيان: مستقبل الأمة وصراع الاستراتيجيات
الناشر: المركز العربي للدراسات الانسانية - مجلة البيان بالسعودية
المؤلف الرئيسي: الشيخ، نورهان السيد (مؤلف)
المجلد/العدد: التقرير 6
محكمة: نعم
الدولة: السعودية
التاريخ الميلادي: 2009
مكان انعقاد المؤتمر: الرياض
رقم المؤتمر: 6
الهيئة المسؤولة: مجلة البيان بالسعودية ، المركز العربي للدراسات الانسانية بالقاهرة
التاريخ الهجري: 1430
الصفحات: 353 - 372
رقم MD: 453357
نوع المحتوى: بحوث المؤتمرات
قواعد المعلومات: HumanIndex, IslamicInfo
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

70

حفظ في:
المستخلص: مثلت أزمة أوسيتيا الجنوبية وتفاعلات الأطراف الدولية والإقليمية المختلفة في إطارها ترجمةً واضحة لمقولات المدرسة الواقعية، واهتمامها المبالَغ فيه بمفهوم القوة، وهي النظرية التي أحيتها السياسة الأمريكية في فترة ما بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، وازدادت بعد أحداث 11 سبتمبر، والاحتلال الأمريكي لأفغانستان والعراق. إن المتتبع لنمط توزيع القوة في النظام الدولي يلحظ مروره بمراحل عدة، تغير خلالها هيكل النظام والقوى الفاعلة فيه، فما بين حقبة من سيطرة الإمبراطورية العثمانية الإسلامية إلى حقبة تميزت بسيطرة أوروبية واضحة في إطار نظام دولي متعدد القوى، ثم تراجع الهيمنة الأوروبية، وتبلور نظام ثنائي القطبية بعد الحرب العالمية الثانية، حتى مطلع التسعينيات وانتهاء الحرب الباردة بين القوتين العظميين، وانهيار الاتحاد السوفييتي لينتهي الأمر بالتحول إلى نظام عالمي جديد أحادي القطبية. وبدا واضحًا في ظل هذا النظام اختفاء التناقض الأيديولوجي، وتطوير مظلة من التفاهم الاستراتيجي بين القوى الكبرى فيما تراجع دور الأمم المتحدة كفاعل مستقل في القضايا الدولية والإقليمية، وبرز الدين كأحد عوامل الصراع الدولي، وعاد الاستعمار في صورته التقليدية، وتسارعت سباقات التسلح على المستويين الإقليمي والدولي. ومع تنامي القدرات العسكرية لروسيا والصين، ترسخ الاعتقاد بأن التفوق النووي الأمريكي سوف يراجع بوضوح خلال العقدين القادمين، الأمر الذي سيؤثر حتمًا على ميزان القوى العالمي، ويضع قيودًا تحد من قدرة الولايات المتحدة على فرض إرادتها على الصعيد الدولي. وجاءت المواجهة الروسية الجورجية الأخيرة لتمثل نقطة تحول مفصلية وكاشفة في النظام الدولي وعلاقات القوى فيه؛ لما لها من دلالاتها السياسية، لاسيما فيما يتعلق بمستقبل النظام الدولي والقوى الفاعلة فيه. فقد جاء السلوك الروسي حاسمًا دبلوماسيًّا وعسكريًّا على نحوٍ لم تتوقعه القيادة الجورجية، وحقق المصالح والأهداف التي حددتها القيادة الروسية، وفي مقدمتها تأكيد وضع روسيا كقوة كبرى قادرة على الدفاع عن مصالحها. وأكدت هذه المواجهة أن روسيا قد عادت من جديد إلى مصافّ القوى الكبرى الفاعلة في النظام الدولي، وبدأت تظهر إرهاصات توازن جديد للقوى في إطار نظام دولي تعددي؛ حيث تراجع الهيمنة الأمريكية، وتلعب روسيا وربما الصين وعدد من الدول الأوروبية دورًا مهمًّا وفعالاً في الشئون الدولية والإقليمية.