المصدر: | التقرير الاستراتيجي السابع الصادر عن مجلة البيان: الأمة في مواجهة مشاريع التفتيت |
---|---|
الناشر: | المركز العربي للدراسات الانسانية - مجلة البيان بالسعودية |
المؤلف الرئيسي: | المعيني، خالد (مؤلف) |
المجلد/العدد: | التقرير 7 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
السعودية |
التاريخ الميلادي: |
2010
|
مكان انعقاد المؤتمر: | الرياض |
رقم المؤتمر: | 7 |
الهيئة المسؤولة: | مجلة البيان بالسعودية و المركز العربي للدراسات الانسانية بالقاهرة |
التاريخ الهجري: | 1431 |
الصفحات: | 221 - 239 |
رقم MD: | 453444 |
نوع المحتوى: | بحوث المؤتمرات |
قواعد المعلومات: | HumanIndex, IslamicInfo |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
تبدو عناصر الصراع في العراق وكأنها تميل من الناحية الظاهرية إلى الاستقرار، إلا أنها في حقيقة الأمر لا تزال في حالة من الاشتعال، وتستمد محركات استمراريتها من جوهر الصراع نفسه، المتمثل في عدم إنجاز أطراف هذا الصراع لأهدافها السياسية، فحسابات الكلفة والمنفعة وتبدل التهديدات والمخاطر قد يغير من طبيعة الصراع، ولكن هذا لا يعني نهايته، فقد يتخذ أشكالاً وصيغاً جديدة لا تكون بالضرورة ذات طبيعة عنيفة على طول الخط، وربما تنتقل ما بين الوسائل العسكرية تارة، والسياسية والنفسية والإعلامية تارة أخرى، أو تتأرجح بينهما على ضوء الإمكانات المتاحة والأهداف. وقد يغري فراغ القوة الحاصل في العراق بعد احتلاله، والفشل الذريع لحكومات الاحتلال المتعاقبة، علي التنافس لملئه من قبل الضغوط الإقليمية المجاورة المتمثلة بإيران وتركيا، وكلاهما ساهم بشكل أو بآخر في إزاحة العراق عن الخارطة كقوة موازنة. كما أن الانسحاب الأمريكي من المدن العراقية، وعدم جاهزية القوات الحكومية العراقية إلا بنسبة 10%، يجعل من العراق ساحة مفتوحة علي كافة الاحتمالات، وفي مقدمتها الفوضى، وربما كاحتمال ثان ترك العراق لقمة سائغة لإيران، وهذا ما لا تقبله تركيا المنافس التاريخي لإيران في العراق، والمؤهلة للعب دور القيادة في المنطقة، سواء لدول "الاعتدال" العربية الضعيفة، أو إسرائيل المتوجسة خيفة من تنامي القوة العسكرية الإيرانية ومشروعها النووي. ولا شك أن خيارات العرب في العراق، مقارنة بالنفود الإيراني والدور التركي، تعد محدودة، فمنذ انهيار النظام الرسمي العربي، وتعطيل معاهدة الدفاع العربي المشترك، عندما تم احتلال وابتلاع دولة عربية بحجم العراق في نيسان 2003م من قبل الولايات المتحدة الأمريكية دون قرار دولي شرعي، لم تمارس الدول العربية في العراق سوى دور ثانوي اتسم بالاكتفاء بالمراقبة للأحداث. وإذا ما أيقن العرب أن خسارتهم للعراق قد أحدثت خللاً في معادلة القوة المعقدة في المنطقة، وكشفت الجناح الشرقي للعرب أمام القوى الإقليمية المتنافسة لمد نفوذها إلي ما هو أبعد من العراق، الأمر الذي يجعل من الاستمرار بحالة التغافل واللامبالاة جراء ما يجري في العراق أشبه بالانتحار البطيء الذي سيطرق تدريجياً أبواب الكثير من العواصم العربية. |
---|