ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







النظام الرسمى العربى من فكرة الأمة الى مرحلة المأزق الاستراتيجى

المصدر: التقرير الاستراتيجي الثالث الصادر عن مجلة البيان: العالم الإسلامي تحديات الواقع واستراتيجيات المستقبل
الناشر: المركز العربي للدراسات الانسانية - مجلة البيان بالسعودية
المؤلف الرئيسي: رميح، طلعت (مؤلف)
المجلد/العدد: التقرير 3
محكمة: نعم
الدولة: السعودية
التاريخ الميلادي: 2006
مكان انعقاد المؤتمر: الرياض
رقم المؤتمر: 3
الهيئة المسؤولة: مجلة البيان
التاريخ الهجري: 1427
الصفحات: 91 - 117
رقم MD: 453508
نوع المحتوى: بحوث المؤتمرات
قواعد المعلومات: HumanIndex, IslamicInfo
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

8

حفظ في:
المستخلص: إن النظام الرسمي العربي بصورته الراهنة نشأ نتيجة ما أصاب الدولة الإسلامية من تدهور أولاً، ونتيجة لدور استعماري في بناء نخب اجتماعية وثقافية متغربة سيطرت على قيادة المجتمعات الإسلامية، لها مصلحة في هذه السيطرة بالارتباط مع الاستعمار. وقادت هذه النخب المجتمعات خلال فترات التفكك فيما قبل الاحتلال خلال القرن الثامن عشر وعاونت الاحتلال خلال مرحلة الاحتلال المباشر في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، فكرياً وسياسيا ًواجتماعياً، كما أن بعضاً منها تعاون مع الاستعمار في ضرب حركات الرفض لما يجري من عمليات التغريب حتى جاءت الحرب العالمية الأولى فتعاونت معه ضد الدولة الإسلامية. ولظروف تدهور القوى المستعمرة (بريطانيا وفرنسا) عقب حربين عالميتين، وعلى خلفية طموح هذه النخب لبناء نظم تحقق مصالحها بشكل أكبر، ودون الخروج على قواعد مصالحها الأساسية في الارتباط بأنواع مختلفة من الاستعمار تمكنت من الوصول للسلطة، خلال منتصف القرن العشرين. لكنها ومع تغير قواعد اللعبة بين الدول الاستعمارية، في الوقت الراهن، عادت إلى حالة أقرب إلى نشأتها الأولى، قبل الحصول على ((دول)) تحكمها، إذ باتت تواجه خططاً استعمارية لإعادة تشكيل هذه الكيانات، وباتت في مواجهة طلب حاسم من القوى الاستعمارية الغربية بإنهاء حالة النقل التدريجي للمجتمعات الإسلامية إلى حالة تغريبية صريحة وهو ما جعلها أنظمة معزولة عن جماهير الأمة في كل بلد. كما أن التغيير في التوازن الدولي الجديد جاء في مرحلة أصبحت الحركة الإسلامية فيها حركة واسعة وتتمتع بدرجة وعي أعلى. وهنا أصبحت نظم الحكم في النظام الرسمي العربي بين ضغطين داخلي وخارجي، وأصبح مفترق الطرق الراهن في واقع الحال، ليس خلافا ًحول الديمقراطية أو طريقة حكم الشعوب، وإنما الفكرة الاستراتيجية في مفترق الطرق هي أن البعث الإسلامي الراهن بات يقدم ليس فقط بديلاً بالمعنى السياسي وإنما يقدم تجاوزاً لطبيعة هذا النظام وتأسيساً لنمط آخر من النظام؛ وتلك هي الأزمة.