ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







السودان صراع وجود

المصدر: التقرير الاستراتيجي الثالث الصادر عن مجلة البيان: العالم الإسلامي تحديات الواقع واستراتيجيات المستقبل
الناشر: المركز العربي للدراسات الانسانية - مجلة البيان بالسعودية
المؤلف الرئيسي: بابكر، مصعب الطيب (مؤلف)
المجلد/العدد: التقرير 3
محكمة: نعم
الدولة: السعودية
التاريخ الميلادي: 2006
مكان انعقاد المؤتمر: الرياض
رقم المؤتمر: 3
الهيئة المسؤولة: مجلة البيان
التاريخ الهجري: 1427
الصفحات: 209 - 230
رقم MD: 453606
نوع المحتوى: بحوث المؤتمرات
قواعد المعلومات: HumanIndex, IslamicInfo
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

22

حفظ في:
المستخلص: يعيش السودان الآن حالة مخاض صعب ليس لها نظير في تاريخه الحديث. ويرى بعض المراقبين أن الولايات المتحدة والدول الغربية تطمح في (علمنة) النظام الحالي في السودان، ولا يبدو أن الوضع الحالي للحكومة السودانية مهيأ لمقاومة هذا المشروع؛ لأن الوضع الراهن للحكومة مضطرب في مكوناته ومضطرب في منطلقاته ورؤاه الفكرية كما أنه مضطرب في استراتيجية تحالفاته مع الإسلاميين والعلمانيين.
وبعد ٣٠ / ٧/ ٢٠٠٥ م اجتاح الحركة الشعبية والبلاد تغيران كبيران: الأول: يتعلق بمقتل زعيم الحركة الشعبية (جون قرنق)، وهو الأمر الذي سيحدث تغييراً جذرياً في كل المخططات السياسية حول عملية السلام، ومن حيث وضعية الحركة الشعبية حيث ستفقد الحركة وزناً كبيراً في المرحلة الانتقالية المقبلة. والثاني أحداث الشغب التي اجتاحت الخرطوم ومدناً أخرى، وهي الأحداث التي أشعلها الجنوبيون ضد الشماليين، وأفسدت كل جذور تعاطف بعض الشماليين مع الحركة وعززت الجُنُوح نحو الانفصال.
وتأثرت الحركة الإسلامية بالمتغيرات في السودان خاصة الجبهة الإسلامية القومية التي تَسَمَّتْ لاحقاً بالحركة الإسلامية؛ والتي لا زالت هي قلب النظام وروحه، غير أنها ذابت تماماً في الدولة بحل أجهزتها التنفيذية والتشريعية منذ عام ١٩٩١ م. وكان الحدث الأخطر أثراً في تطور الحركة هو انشقاقها واحترابها حول السلطة.
ويبدو الجانب الأمني في السودان اليوم في هدوء فريد إلا أن هذا الاستقرار الأمني يرتكز على أرضية هشة بسبب محور الحرب على الإرهاب وتطبيع العلاقة مع واشنطن.
كما أن وجود الحركة الشعبية وجيشها في السلطة زاد من هشاشة الوضع الأمني؛ إذ إن جيش الحركة هو في الحقيقة جيش عصابات جرى تعبئته ضد الشماليين.
كما أن محور الدعوة الإسلامية في السودان ليس أفضل حالاً؛ فبرغم أن الوضع الدعوي وضع جيد بالمقارنة ببقية الدول الإسلامية –إجمالاً – فليس من شك أن الدولة الآن قد خفَت همها للعمل الإسلامي بشتى صوره، وأخذت تنحو منحًى وطنياً مائعاً لا يرتكز على المبادئ الإسلامية.

عناصر مشابهة