ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







باكستان ومآلات التحالف الأمريكي

المصدر: التقرير الاستراتيجي الخامس الصادر عن مجلة البيان: الواقع الدولي ومستقبل الأمة
الناشر: المركز العربي للدراسات الانسانية - مجلة البيان بالسعودية
المؤلف الرئيسي: عادل، محمد (مؤلف)
المجلد/العدد: التقرير 5
محكمة: نعم
الدولة: السعودية
التاريخ الميلادي: 2008
مكان انعقاد المؤتمر: الرياض
رقم المؤتمر: 5
الهيئة المسؤولة: مجلة البيان والمركز العربي للدراسات الانسانية بالقاهرة
التاريخ الهجري: 1429
الصفحات: 259 - 280
رقم MD: 453638
نوع المحتوى: بحوث المؤتمرات
قواعد المعلومات: HumanIndex, IslamicInfo
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

33

حفظ في:
المستخلص: مثلت العلاقة الأمريكية الباكستانية نموذجا بارزا لطبيعة العلاقة المصلحية التي ترتبط بها أمريكا مع دول العالم، في غالب سياساتها الخارجية؛ حيث تأرجح مؤشر العلاقة صعودا وهبوطا، حسب الحاجة الأمريكية للدور الباكستاني، خاصة فيما يتعلق بالتوازن الإقليمي والمصالح الأمريكية في منطقة جنوب آسيا ووسطها، فضلا عن دورها في محاربة ((الإرهاب)). ويبدو أن مؤشر العلاقة -بعد أن بلغ أعلى درجاته بعد أحداث سبتمبر- آخذ في الهبوط؛ بعد تراجع أهمية باكستان بالنسبة للولايات المتحدة، بل وصل الأمر -برغم كل ما قدمته باكستان لدعم الحملة الأمريكية على ((الإرهاب))- إلى الدرجة التي أصبحت فيها السيادة الباكستانية نفسها مهددة على أراضيها. وبرغم حساسية وضع الدين في الحس الشعبي الباكستاني؛ إلا أن أمريكا لم تلتفت لخطورة تجاوز ذلك المعطى الأكثر أهمية في الحياة الباكستانية، وكان التحريض ضد المناهج والمدارس الدينية، ومحاربة التيارات الإسلامية على اختلاف توجهاتها أحد شواهد هذا التجاوز. وبين التأزم الداخلي؛ بسبب تصاعد الرفض الشعبي لسياسات النظام، والمواجهة مع الإسلاميين، فضلا عن مشكلات القبائل التي يصعب إرضاؤها، والتململ الذي بدأ يتسلل لصفوف العسكر، وتراجع قضية كشمير، إضافة للضغوط الخارجية على مشرف لاستمرار تقديم الدعم لتحالف الحرب ((ضد الإرهاب))، بين كل ذلك يبدو نظام مشرف في مأزق حقيقي، قد يفشل في تجاوزه؛ بسبب صعوبة التوفيق بين التمسك بتحالفه مع أمريكا من جانب، مع المحافظة على بقاء النظام واستمراره من جانب آخر. ومع مرور الوقت تأكد خسارة النظام الباكستاني، وظهر المأزق الذي أوقع نفسه فيه، وتجاوز تهديد النظام إلى تهديد بنية الدولة ذاتها؛ بسبب تنازلاته التي قدمها لأطراف خارجية على حساب قضايا حساسة، تأتي في مقدمة أولويات الأمن القومي الباكستاني. إن ما آل إليه الوضع الباكستاني في ظل التحالف الذي جمعها والولايات المتحدة، وفي ظل تجاوز النظام للاعتبارات الدينية، يؤكد المقولة التي تثبت أن معارضة الاستعمار وإغضابه أقل تكلفة من استرضائه.