ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







مستقبل العراق بعد انتخابات 2010م

المصدر: التقرير الاستراتيجي الثامن الصادر عن مجلة البيان: الأمة في معركة تغيير القيم والمفاهيم
الناشر: المركز العربي للدراسات الانسانية - مجلة البيان بالسعودية
المؤلف الرئيسي: الرشيد، حسين (مؤلف)
المجلد/العدد: التقرير 8
محكمة: نعم
الدولة: السعودية
التاريخ الميلادي: 2011
مكان انعقاد المؤتمر: الرياض
رقم المؤتمر: 8
الهيئة المسؤولة: مجلة البيان بالسعودية و المركز العربي للدراسات الانسانية بالقاهرة
التاريخ الهجري: 1432
الصفحات: 163 - 194
رقم MD: 453671
نوع المحتوى: بحوث المؤتمرات
قواعد المعلومات: HumanIndex, IslamicInfo
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

41

حفظ في:
المستخلص: شهدت انتخابات العراق التشريعية عام (2010م) تهاوي وتصدُّع تحالفات كثيرة، حتى لم يكد تكتلُّ ينجو من التشرذم، ليخسر من رصيده بعض عناصره، على حين حاولت جميع القوى رسم مسارات جديدة لنفسها دون التخلي عما تعتبره ثوابت مقدسة، لاسيما الأحزاب الدينية ذات البرامج الطائفية. وتبدو الصورة أكثر وضوحًا من خلال إلقاء نظرة على أهم القوائم المشاركة في الانتخابات، ما يمثل مدخلاً مهمًّا لإدراك حقيقة الصراع الذي دار بين القوى السياسية ومن يناصر مشاريعها المتنوعة في داخل العراق وخارجه. وقد كشف تنوّع القوائم والتكتلات الانتخابية، وما أفرزته من تنوّع في المشاريع والتوجهات والأهداف الاستراتيجية، أنَّ جهات عديدة تقف وراء بعض تلك التكتلات والقوائم، وهذه الجهات تتصارع بشدة تبعًا لمصالحها وأهدافها، حتى صار العراق ساحة مفتوحة لتصفية الحسابات السياسية والاقتصادية، لاسيما بين أهم خصمين في العراق: أمريكا وإيران. ورغم التركيز على الموقفين الأمريكي والإيراني باعتبارهما فاعلين رئيسيين، ليس فقط في الانتخابات ولكن في العملية السياسية العراقية ككل، تظل مواقف قوى دولية أخرى جديرة بمعرفة موقفها من قضية العراق، وما يمكن للعراق أن يقدمه لها من مصالح وأثر الانتخابات في تحقيقها. وأهمها الموقفين الأوروبي، والروسي. من جانب آخر ثمة عدد من الملفات الداخلية والخارجية تملك تأثيرًا كبيرًا وفاعلاً في تحديد مستقبل العراق، وتتمثل داخليًا في: المصالحة الوطنية، ومشكلة الاجتثاث، تبني منهج التقسيم المسمى (الفيدرالية)، والصراع على الثروات الطبيعية كما يظل مستقبل العراق مرتهنًا بعوامل خارجية في ظل علاقاته مع دول الجوار والإقليم مثل إيران وتركيا ودول الخليج العربي. وبدورها فإن المفاجئات التي أفرزتها الانتخابات العراقية مثل صعود المشروع العلماني، وتراجع نفوذ الإسلاميين، وتراجع النفوذ الكردي ستشكل مفرقًا مهمًّا لتحديد مستقبل العراق. إنَّ الفترة القادمة التي سيمر بها العراق ستكون الأصعب والأكثر خطورة، ما لم تحقق الأحزاب والتكتلات جملة من الأولويات، التي تبدأ من الإيمان بوحدة العراق أرضًا وشعبًا، وتنبذ التخندق العرقي والطائفي، وتحارب الفساد المالي والإداري، وتعتمد خططًا جدية لإعادة إصلاح وتأهيل مؤسسات الدولة، وتطهيرها من آثار المحاصصة الطائفية والحزبية، وإعادة الحقوق المهضومة لشرائح عريضة من الشعب العراقي، والحدّ من ثقافة العنف والانتقام والاعتقالات العشوائية التي ملئت فيها المعتقلات بعشرات الألوف.