المصدر: | التقرير الاستراتيجي الثامن الصادر عن مجلة البيان: الأمة في معركة تغيير القيم والمفاهيم |
---|---|
الناشر: | المركز العربي للدراسات الانسانية - مجلة البيان بالسعودية |
المؤلف الرئيسي: | زيدان، أحمد موفق (مؤلف) |
المجلد/العدد: | التقرير 8 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
السعودية |
التاريخ الميلادي: |
2011
|
مكان انعقاد المؤتمر: | الرياض |
رقم المؤتمر: | 8 |
الهيئة المسؤولة: | مجلة البيان بالسعودية و المركز العربي للدراسات الانسانية بالقاهرة |
التاريخ الهجري: | 1432 |
الصفحات: | 239 - 250 |
رقم MD: | 453687 |
نوع المحتوى: | بحوث المؤتمرات |
قواعد المعلومات: | HumanIndex, IslamicInfo |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
كشف العام الماضي في أفغانستان عن حجم الخلاف بين السياسيين والعسكريين الأميركيين فيما يتعلق بطريقة إدارة المعركة فيها، وعزز هذا الخلاف التعهد الذي أطلقه أوباما ببدء الانسحاب الأميركي من أفغانستان في يوليو 2011م، وهو الأمر الذي لم يرُقْ للقادة العسكريين؛ كونهم نصحوا بزيادة عدد القوات هناك لمواجهة الخطر الطالباني والقاعدي المتعاظم. والواقع الأفغاني يكشف بجلاء عن وهم الانتصار الأمريكي في هذا البلد بعد سنوات طوال من الاحتلال، فقد فشل الأمريكيون تمامًا خلال العام الماضي في تسويق فكرة المفاوضات السرية والخفية مع من وصفوهم بـــــ «معتدلي حركة طالبان الأفغانية.» وعلى الصعيد العسكري الميداني تزايدت قوة حركة طالبان الأفغانية، وتمددت بشكل لافت إلى الشمال الأفغاني، وتحديدًا في مناطق قندوز المجاورة لطاجيكستان وكذلك لبغلان وحتى مزار الشريف المجاورة لأوزبكستان. ويأتي العمق العسكري الذي تحظى به الحركة من تأييد تنظيم القاعدة لها، وكذلك جماعات مسلحة باكستانية أوزبكية وطاجيكية وصينية وسنية إيرانية مثل جند الله؛ ليزيد من العبء الأمريكي أولاً، ويبرز أهمية الانخراط الإقليمي في الوحل الأفغاني. إن كل من يتابع السياسة الأمريكية إزاء الحرب على ما يوصف بالإرهاب، وتحديدًا ملفيّ طالبان والقاعدة يلمس بوضوح مدى التخبط والغموض الأمريكيين في التعاطي مع هذا الملف، وذلك يعود في جزئه إلى خلافات الساسة والعسكر الأميركيين، والحساسية مع جمهور يتنامى رفضه لمواصلة الحروب؛ نظرًا لكلفتها المالية والبشرية، وعدم جدواها رغم دخول بعضها سنتها العاشرة تقريبًا. بالإضافة إلى ذلك، فهناك خلافات بين الأمريكيين والأوروبيين، وبين الطرفين وحلفائهم الأفغان أو الباكستانيين على الأرض، مع الإشارة إلى أن معظم حروب العصابات تدخل الدول في حوار مع أصحابها بعد ثماني إلى عشر سنوات على أبعد تقدير من اندلاعها، فحينها تتيقن الدول باستحالة تحقيق النصر العسكري. إن المشكلة الأساسية في السياسة الأمريكية المتبعة في أفغانستان أنها نفس السياسة المتبعة بشكل عام، وهي نظرية العصا والجزرة، ولكن مثل هذه السياسة لا يمكن تطبيقها في أفغانستان، وتحديدًا على البشتون، الذين بقدر ما تضغط عليهم بقدر ما يبُدُونَ تشددًا في المواقف. |
---|