المصدر: | التقرير الاستراتيجي الثامن الصادر عن مجلة البيان: الأمة في معركة تغيير القيم والمفاهيم |
---|---|
الناشر: | المركز العربي للدراسات الانسانية - مجلة البيان بالسعودية |
المؤلف الرئيسي: | زيدان، عصام (مؤلف) |
المجلد/العدد: | التقرير 8 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
السعودية |
التاريخ الميلادي: |
2011
|
مكان انعقاد المؤتمر: | الرياض |
رقم المؤتمر: | 8 |
الهيئة المسؤولة: | مجلة البيان بالسعودية و المركز العربي للدراسات الانسانية بالقاهرة |
التاريخ الهجري: | 1432 |
الصفحات: | 341 - 361 |
رقم MD: | 453722 |
نوع المحتوى: | بحوث المؤتمرات |
اللغة: | العربية |
قواعد المعلومات: | HumanIndex, IslamicInfo |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
تواجه المجتمعات الإسلامية تحديات بالغة الخطورة، في اللحظة الراهنة، ومن أبرز هذه التحديات حروب التنصير التي بدأت مبكرًا، منذ أن سطع نور الإسلام، وما زالت حتى الآن، متخذة على مدار التاريخ أشكالاً وأنماطًا متعددة، فتارة نراها في صورة سافرة متمثلة في الحروب الصليبية، وتارة نراها تتدثر بثوب الأعمال الإنسانية والاجتماعية والإغاثية. وأيًّا ما كان شكلها، فثمة أهداف واضحة لهذه الحملات، تتنوع وتتعدد، فتراها في حين أهدافًا دينية خالصة تسعى لفتنة المسلمين وردهم عن دينهم، وتارة تراها ذات أهداف سياسية تهدف للسيطرة على بلاد المسلمين ومقدراتهم، وثالثة تكون ذات أهداف ثقافية وحضارية تسعى لإزاحة حضارة الإسلام من قيادة البشرية. وتقف من وراء هذه الحملات التنصيرية دول عظمى، اقتصاديًّا وسياسيًّا، تظُهر العلمانية، وتبُطن الحقد الدفين على الإسلام والمسلمين، وتتمالأ معها منظمات دولية وهيئات اجتماعية واقتصادية وإغاثية تسير في ركبها، وتحقق لها أهدافها. وهذه الحملات تلجأ كل حين إلى مجموعة من الوسائل والممارسات المتنوعة التي تحاول بها خداع المسلمين لتدسّ إليهم التنصير مع مشرط الطبيب، ورحلة الإغاثة، وكتاب المدرسة، وقصة الأديب، وغيرها من الوسائل والأساليب المتجددة والمتنوعة. لم يقف المسلمون مكتوفي الأيدي أمام هذه الحملات، وكانت وما تزال المواجهة مستمرة، من خلال الكتب، والإصدارات، والفضائيات، والرحلات الإغاثية، والدعوية، محققة قدرًا من النجاحات على مستوى الدول العربية. ولكن هذه الجهود لم تصمد كثيرًا أمام حملات التنصير، خاصة في الدول الإفريقية، التي يفشو فيها الجهل وقلة الموارد، وهما الأمران اللذان استغلتهما حملات التنصير بصورة واسعة؛ حيث واجهتها تحديات جسيمة، قللت من فاعلية هذه الجهود التي اعتمدت في غالبها على مبادرات ذاتية ومجهودات فردية. وفي سبيل تطوير مواجهة حملات التنصير كان من الضروري مأسسة الجهود المبذولة لتنتظم في عقد واضح المعالم، يسير بخطوات علمية مدروسة، وتخطيط استراتيجي بعيد المدى، بأهداف محددة واضحة، منطلقًا من دراسة علمية لأبعاد التنصير، متجنبة سلبيات العمل الفردي الذي لا يقوى بمفرده على مواجهة مثل هذه الحملات التي تقف وراءها مؤسسات بل دول عظمى شديدة المكر والدهاء، عظيمة الموارد والإمكانيات. |
---|