المصدر: | التقرير الاستراتيجي الرابع الصادر عن مجلة البيان: العالم الإسلامي عوامل النهضة وآفاق البناء |
---|---|
الناشر: | المركز العربي للدراسات الانسانية - مجلة البيان بالسعودية |
المؤلف الرئيسي: | حسن، حمدي عبدالرحمن (مؤلف) |
المؤلف الرئيسي (الإنجليزية): | Hassan, Hamdi Abdulrahman |
المجلد/العدد: | التقرير 4 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
السعودية |
التاريخ الميلادي: |
2007
|
مكان انعقاد المؤتمر: | الرياض |
رقم المؤتمر: | 4 |
الهيئة المسؤولة: | مجلة البيان والمركز العربي للدراسات الإنسانية بالقاهرة |
التاريخ الهجري: | 1428 |
الصفحات: | 251 - 274 |
رقم MD: | 453735 |
نوع المحتوى: | بحوث المؤتمرات |
قواعد المعلومات: | HumanIndex, IslamicInfo |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
تعد محاولات الغرب لإعادة صياغة وتشكيل المنطقتين العربية والإفريقية، بما يخدم أهدافه ومصالحه الاستعمارية، نزعة متأصلة في الوجدان الغربي، والحالة السودانية، وما تطرحه من تنافس دولي واضح، تمثل صورة مصغرة للمشهد الإفريقي العام في عصر الهيمنة الأمريكية. من المهم تفهم الدوافع الحقيقية لحروب السودان المعاصرة، والتي أدت إلى الأزمة الهيكلية التي يعانيها السودان منذ الاستقلال؛ متخذة شكل حروب مدمرة فى مناطق شاسعة فى الجنوب والغرب والشرق. وجاء فشل مشروع الدولة الوطنية بعد الاستقلال، وعدم قدرته على تحقيق الاندماج القومي، وكذلك العوامل الاقتصادية، وتقسيم الثروة والموارد في البلاد، فضلا عن دور المتغير الخارجي في دعم أطراف الصراع، والتدخل في تفاعلاته المختلفة، لتشكل كلها المتغيرات الأهم في دوافع حالة الحرب في السودان. وتتباين مواقف الدول الإقليمية والدولية من القضايا السودانية على حسب أهدافها واستراتيجيتها، فثم اهتمام بتلك القضايا من مؤسسات العمل الإفريقي المشترك، ودول الجوار، والدول الأوروبية التي تعد الشريك التجاري الأول للسودان، والدور الصيني الذي يحاول التخفيف من غلواء الضغوط الغربية على السودان؛ حفاظا على مصالحه بالسودان، إضافة للدور الأمريكي البارز، والمنطلق مما تمثله المنطقة من أهمية خاصة فى الاستراتيجية الأمريكية فى الحرب على "الإرهاب"، فضلا عن ثروات المنطقة المتعددة. وعكست قرارات مجلس الأمن الرؤية الأمريكية البريطانية، والتي تسعى لتفتيت السودان باسم "الشرعية الدولية"، فهى تعمل على إعادة هندسة المنطقة من الناحية الجيوبوليتيكية؛ بما يحقق لها أهدافها ومصالحها التوسعية، والقضاء على الحركات الإسلامية في المنطقة. ويبدو أن مستقبل التناحر والحروب السودانية لا يخرج عن واحد من سيناريوهات ثلاثة: فإما التركيب القائم على معايير الانتماء الجغرافي بعيدا عن الهوية الدينية، وإما تفكيك وتقسيم السودان إلى مجموعة من الكيانات ذات ارتباطات إقليمية مختلفة، وإما إعادة الفك والتركيب معا. إن الدعوة إلى التمسك بالذات الحضارية للأمة العربية بتراثها الثقافي والإسلامي تمثل المدخل الصحيح لهذه المواجهة التي يقودها الغرب تحت ذرائع ومسميات شتى، تستبطن في جوهرها العداء الدفين للعرب والمسلمين. يعنى ذلك أن يكون حديث النهضة هو شاغل الأمة. |
---|