المصدر: | المستقبل العربى |
---|---|
الناشر: | مركز دراسات الوحدة العربية |
المؤلف الرئيسي: | دنيس، إريك (مؤلف) |
المجلد/العدد: | مج 34, ع 397 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
لبنان |
التاريخ الميلادي: |
2012
|
الشهر: | مارس |
الصفحات: | 137 - 158 |
ISSN: |
1024-9834 |
رقم MD: | 453742 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
قواعد المعلومات: | EcoLink |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
بما أن البحث الحالي، كما كل عرض توليفي لمدينة ما، لا يمكن اختصاره في مجرد مجموعة حذرة من الملاحظات، بل يجب أن يقترح ممراً لمحاولة استعادة المجموع، بكل تفاصيله الصغيرة، وإعادة التماسك بين أجزائه، لذلك لا يخلو العرض الذي قدمناه آنفاً لمتروبول القاهرة من الثغرات هو يرمي، أساساً، إلى إلقاء الضوء على مسار معاصر من خلال التركيز الشديد على الاستقرار الديمغرافي وآثاره المكانية، وتحديداً في تمدد المنطقة المتروبوليتانية وانتقائية إعادة توزيع السكان. وتلا ذلك تحليل وسائل الإنتاج وطرائق تحريك الأشكال المدينية التي صاحبتها ثم أظهر كيف يقوم نسق جديد، مكاني واجتماعي، بعلاقة أعيد تجديدها بفعل اللبرلة الاقتصادية، وكيف جلب هذا الدمج معه إعادة كتابة التاريخ، وإعادة تكييف الأشكال الموروثة وقد أخذت قراءة المساحات الخاضعة للبناء في حالة المدن الخاصة وباعتبار أنه جرت هيكلتها من خلال شرعنه السكن غير المنظم، بعين الاعتبار الفصل الاجتماعي وأولوية الأمن، في مقاربة واحدة في خدمة أهداف اقتصادية كلية. علينا عند هذه النقطة، أن نبلغ لا محالة الخلاصة المحتملة وهي أننا استبدلنا صورة التفجير الديمغرافي الطاغي الآن على كل قراءة للقاهرة، بالتأسيس لطغيان سوسيو- مكاني يعيد تلفيق مظاهر اللامساواة الظاهرة، وعلى نحو كاريكاتوري، وإلى الحد الذي لا يعود موجوداً معه غير الإجراءات ذات القاعدة الأمنية والمقاربات السلطوية، التي يراد لها أن تعيد الإمساك بالكل معاً، عند هذا الحد يمكن القول إن خطر الانفجار لم يختف- لقد أخذ ببساطة مجرى آخر، إن الشراسة والسرعة اللتين تسمان هذه التغييرات تنبئان، بالممارسة، بتفاقم الانقسامات الأساسية واستناداً إلى المنطق نفسه، فالصورة الراهنة لمدن العالمين العربي والإسلامي تشي بسلطة أمنية طاغية تسعى إلى السيطرة على الفوضى الاجتماعية والمعارضة. وعلينا بالملاحظة نفسها حيال التقارير التي تصر- وهي تستنتج أن الانفجار هو على الباب، بدون أن يكون بين أيدينا بابل جديدة مدمرة- ومن باب التبرير لعدم تحقق نبوءاتها: ((ومن ذلك فنحن ذاهبون إليها)). ومن دون إنكار طغيان الانقسامات الاجتماعية الحادة ومخاطر الانفجار الاجتماعي، مع الغياب التام لقنوات أو فرص التعبير الشرعية أمام المعارضة، علينا الاعتراف أن المتروبول (المدينة الكبيرة) يحتوي على موارد تسمح للمجموع، المترابط بالضرورة، بالعمل معاً، وخلق نظام من التبادلات السلمية لتسود الممارسة اليومية. ويبدو مناسباً الآن (مع أن ذلك يذهب أبعد من هدف هذا العمل) دراسة أنماط التلقي والتكييف لهذه الموضوعات المدينية الجديدة التي تستدعي، سلفاً الفرز والتصنيف، فمن وجهة نظر علم الاجتماع- القائمة على مقاربة تستند إلى التلقي، والتفاعل، والاستخدامات، وليس فقط على المظاهر المباشرة والرسمية والحرفية- فإن التفاوض والتدجين، وهما خليط المشاهد القائمة، أمران يجب عدم التنكر لأهميتهما. ثم ماذا لو أن هذا الذي لا يمكن اختراقه، أي المقاومة للتواجد معاً ولاختلاط الاستخدامات التي تمكن هذا التناقض الصارخ (والانطباع المباشر الأول دائماً) والمستمر- ماذا لو أن هذا تحديداً والذي شكل سمة المتروبول أمكن، من ثمة، قراءة قدرته هو نفسه على تجاوز التناقضات، وعلى سبيل المثال، فالمجمع التجاري، الذي يمكن اعتباره أحد مظاهر الخصخصة، هو أيضاً مكان عام جديد، ويذكرنا إلى حد ما بالسوق. فهو يتيح قيام استخدامات جديدة واختلاطات جديدة( ) إن العمل على تكييف مركزيات جديدة وبطريقة لا تتبع رغبات المستثمرين، عندما يدفع هؤلاء مثلاً لإقامة متحف مفتوح، هو مقاربة تبدو ضرورية جداً. ثم إن الدراسات حول الطريقة التي تستطيع الأحياء الشعبية من خلالها النفاذ إلى اقتصاد المتروبول ستكون مفيدة كذلك. ولا داعي إلى التذكير أن لمرونة العلاقات والاستخدامات، والتفاوض، قصب السبق اليوم، وبالمثل، فإن النقل والانتقال، اللذين لم نتطرق إليهما هنا، يمكن أن يحملا في تطورهما الأخير الشاهد على التصنيف والازدواجية معاً، رغم الانحياز الواضح للأوتوسترادات السريعة، وبالتالي لسيارات الأحياء الجديدة ذات الوجاهة والأعمال. ومع ذلك، فإن المرونة الملحوظة في قطاع النقل هي أيضاً عامل مرغوب في تمتين أواصر الصلات. وهو يعزز القرب، بالرغم من اتساع المتروبول (المدينة). كذلك المترو، فهو يميل إلى ردم الانقسامات العميقة ويعزز التواجد- معاً. وهو أخيراً يفرض ردود فعل مسؤولة، وبحيث تغدو الخدمة مضمونة وجيدة. |
---|---|
ISSN: |
1024-9834 |