ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







تركيا : مهمة ثقافية صعبة ولكن

المصدر: التقرير الاستراتيجي التاسع الصادر عن مجلة البيان: الأمة واقع الإصلاح ومآلات التغيير
الناشر: المركز العربي للدراسات الانسانية - مجلة البيان بالسعودية
المؤلف الرئيسي: الحافظ، ربيع (مؤلف)
المجلد/العدد: التقرير 9
محكمة: نعم
الدولة: السعودية
التاريخ الميلادي: 2012
مكان انعقاد المؤتمر: الرياض
رقم المؤتمر: 9
الهيئة المسؤولة: مجلة البيان بالسعودية و المركز العربي للدراسات الانسانية بالقاهرة
التاريخ الهجري: 1433
الصفحات: 257 - 270
رقم MD: 453815
نوع المحتوى: بحوث المؤتمرات
قواعد المعلومات: HumanIndex, IslamicInfo
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

24

حفظ في:
المستخلص: ظلت الدول العربية والدولة التركية الحديثة يجمعهما مظلة سياسية واحدة لقرون عديدة، حتى شاء الله أن تسقط الدولة العثمانية، لتولّي تركيا وجهها شطر الغرب مستدعية كل تقاليده وثقافته قبل علومه وتقنيته، وهي اللحظة التاريخية نفسها التي وقعت فيه الدول العربية تحت نير الاحتلال الغربي، ثم تحت وطأة حكومات غاشمة باعدت بين توجهات وتطلعات شعوبها. وظل هذا الحال قائمًا حتى وقت قريب حين صعدت قوى تركية جديدة ولَّت وجهها شطر المشرق العربي، وكان لها دور كبير في دعم قضاياه، خاصة القضية الفلسطينية، ثم جاءت الثورات العربية لتعطي دفقة جديدة من العلاقات بين الدول العربية وتركيا، خاصة بعد دعم نظامها الحاكم للشعوب العربية في ثوراتها ضد أنظمتها الغاشمة. لقد فتحت الثورات العربية عهدًا جديدًا من العلاقات العربية التركية، عادت فيه تركيا إلى جوارها العربي، مثقلة بمعطيات قطيعة ثمان عقود؛ فكرية، وسياسية، واقتصادية، وثقافية، وقد قطعت أشواطًا قياسية في الالتئام معه، وفي تصدّر الركب الإقليمي، لكنها لا تزال يعوزها شعور إقليمي بملكية مشتركة لما تقوم به وما تمثله، والذي هو أساس أي بناء إقليمي معاصر. كما أن تركيا بحاجة إلى آلية تترجم حقائق إقليمية علمية قائمة على ثقافة إقليمية مشاعة تعيد التوازن إلى المعادلة المختلة في الشارع الإقليمي، وتحفظ لها مكاسب إقليمية هشَّة على مسرح إقليمي شديد التنافس، وعديم الاستقرار، كما يضع بين يديها أوراقًا إستراتيجية جديدة تضعها في مصافات لا زالت خارجها، وتمهد لها أدوارًا إقليمية سيطلبها العالم في عملية إعادة رسم الخرائط الإقليمية، ويتحدد على أساسها مراكز القوى فيها. إن تركيا اليوم تمر بمخاض إعادة توجيه البوصلة، وتضطلع بأدوار لم تكن على أجندتها قبل بضع سنوات، وتنكب على استحداث مؤسسات لإدارة واقع جديد قسم أساسي منه هو العودة إلى جوار غادرته منذ أمد، وانعطفت عنه ثقافيًا بزاوية حادة تاركة معطيات مزمنة عبثت بتجانسها الفكري معه، وبقدرتها على إعادة التكامل معه. هذه الظاهرة التي لا ينفيها مثقفون أتراك، ويتابعها الجوار تستدعي استنفارًا ثقافيًا إقليميًا يتداركها، ويؤمّن للمنطقة تعافيًا سياسيًا يضعها على الطريق الصحيح.