المصدر: | التقرير الاستراتيجي الرابع الصادر عن مجلة البيان: العالم الإسلامي عوامل النهضة وآفاق البناء |
---|---|
الناشر: | المركز العربي للدراسات الانسانية - مجلة البيان بالسعودية |
المؤلف الرئيسي: | كامل، عبدالعزيز (مؤلف) |
المجلد/العدد: | التقرير 4 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
السعودية |
التاريخ الميلادي: |
2007
|
مكان انعقاد المؤتمر: | الرياض |
رقم المؤتمر: | 4 |
الهيئة المسؤولة: | مجلة البيان والمركز العربي للدراسات الإنسانية بالقاهرة |
التاريخ الهجري: | 1428 |
الصفحات: | 415 - 442 |
رقم MD: | 453846 |
نوع المحتوى: | بحوث المؤتمرات |
قواعد المعلومات: | IslamicInfo, HumanIndex |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
يعتبر التكتل بين مجموعات البشر من البديهيات في الفكر السياسي، فهو من طبائع الحياة الإنسانية وضروراتها، فلقد فرضت طبيعة العصر التوجه نحو التكتل وتكوين المجموعات السياسية والاقتصادية، والتحالفات العسكرية والاستراتيجية، حتى أطلق عليه عصر التكتلات. وقطعت غالبية المجتمعات والدول أشواطا على طريق التكتل والتوحد، سواء تحت أيديولوجيات أو مصلحيات، وحدث التعايش والتعامل بينهما برغم التناقضات الجذرية بين مكوناتها. وعلى النقيض في المجتمعات والدول الإسلامية والعربية، فعلى الرغم من كثرة العوامل المشتركة بينها، إلا أنها لا تزال أبعد بكثير مما تفرضه الضرورة، من تقارب وتكتل وتجمع، مع أن الإسلام دعا إلى التوحد والتكتل لغايات سامية. وإنه لمن العجيب أن يشكك البعض في مشروعية عمل التكتلات والجماعات الإسلامية، مع أن الاجتماع والتعاون مطلب شرعي، والجماعة روح الديانة الإسلامية، خلاف ما أنتجته الجماعات من إيجابيات خلال ما يقرب من ثلاثة أرباع القرن. من الطبيعي أن تكتنف النقائص بالعمل الإسلامي؛ لأنه دائما ما يمارس في ظروف شدة وأوقات أزمة، وأكثر ما قد ينتج عنه هو ظهور أنواع من التكتل الحزبي السلبي غير الشرعي، وهي الحزبية التي تفرق القلوب، وتشرذم الصفوف، وتبدد الجهود، وهذه الحزبية أوجدها غياب القيادة الواحدة، والمرجعية الواحدة والتوجه الواحد، أما الحزبية المطلوبة الإيجابية فهي التحزب والتجمع في ظل محبة الله وطاعته والانقياد لشريعته. لقد أوصلت الحسابات الحزبية غير الشرعية إلى ممارسات تخالف الشريعة، بل وتخالف العقيدة، ومع ذلك فالجماعات الإسلامية لا يزال لها دور رائد وموقع قائد في ميادين التمكين للدين، فالظروف التي تسببت في نشأتها لا زالت قائمة، ولذا عليها أن تنطلق إلى تطوير أدائها وتعديله في إطار ضوابط الشريعة. والدعوة إلى تجاوز مرحلة الجماعات قبل إيجاد البدائل، هو بالإضافة إلى أنه غير مصلحي، فإنه غير واقعي، إلا أن الطرح البديل هو تصحيح الوجهة في اتجاه (ما بعد الحزبية)، وكذا التوجه نحو التطوير والتعديل في أطر العمل الجماعي، مع الاستمرار في التوسع خارج إطار الجماعات أو في تجمعات من نوع جديد. |
---|