المصدر: | التقرير الاستراتيجي العاشر الصادر عن مجلة البيان: واقع الأمة بين الثورات والمرحلة الانتقالية |
---|---|
الناشر: | المركز العربي للدراسات الانسانية - مجلة البيان بالسعودية |
المؤلف الرئيسي: | عبدالشافي، عصام محمد (مؤلف) |
المؤلف الرئيسي (الإنجليزية): | Abdul Shafi, Essam Muhammad |
المجلد/العدد: | التقرير 10 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
السعودية |
التاريخ الميلادي: |
2013
|
مكان انعقاد المؤتمر: | الرياض |
رقم المؤتمر: | 10 |
الهيئة المسؤولة: | مجلة البيان بالسعودية و المركز العربي للدراسات الانسانية بالقاهرة |
التاريخ الهجري: | 1434 |
الصفحات: | 107 - 123 |
رقم MD: | 454002 |
نوع المحتوى: | بحوث المؤتمرات |
قواعد المعلومات: | HumanIndex, IslamicInfo |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
التجارب التاريخية للثورات تُشير إلى حدوث ثورة مضادة، فما تجد ثورة أو حراكاً ثورياً في دولة ما إلا وتظهر قوى اجتماعية تعمل على إجهاض هذه الثورة الأصلية، أو إعاقة أي تغيير؛ فكل ثورة معرضة لثورة مضادة. ويرجع هذا إلى سعي الثورة الجديدة لخلق منظومة جديدة من القيم والأفكار، والتوجهات والسياسات والعلاقات، والأدوات على مختلف المستويات الاقتصادية والاجتماعية، والسياسية والثقافية، الأمر الذي لا تعترف به القوى القديمة التي قامت الثورة ضدها، فتحاول إبقاء الأمر على ما هو عليه، ولذلك تعتبر الثورة المضادة أزمة حقيقية تواجهها كل الثورات، الكبرى منها والصغرى. وقد استهدفت هذه الدراسة تأصيل مفهوم الثورة المضادة، وتحليل أطرافها، وآلياتها، وكيفية مواجهتها، في إطار التجربة الثورية التي شهدتها مصر في الخامس والعشرين من يناير 2011م. وتظهر أهمية هذه الدراسة في شرح التمييز بين الأدبيات العلمية والتحليلية التي تناولت الثورة المضادة، وكيفية مواكبة التحولات عقب كل ثورة من الثورات. فالثورة المضادة هي: إجراء مضاد لإجهاض الثورة الحقيقية، وإلهاء الشعب والمجتمع عن البحث في المطالب والأهداف التي قامت من أجلها الثورة، ومدى تحقيقها. فهي حركة انقلابية تعمل على حرف مسار الثورة الشعبية التي أسقطت نظاماً دكتاتورياً؛ في محاولة لإعادة نفس ذلك النظام بصورة أو بأخرى كما يُخطط لها, وينفذها أتباعُ النظام الحاكم وأنصاره والمنتفعون من ذلك النظام؛ لإجهاض الثورة الشعبية القائمة ضد النظام الفاسد، وإنهاكها. وللثورة المضادة العديد من الدوافع والأهداف؛ أهمها: التمسك بالعادات والتقاليد، والخوف على المصالح المادية أو المعنوية، وعدم المشاركة في إعداد المشروع الثوري، والخوف من تأثير التغيير على العلاقات الشخصية مع من يقع عليهم التغيير، ولذلك يوجد طرفان أساسيان تقوم عليهما الثورة المضادة؛ فترتكز على القوى الداخلية، وما تضمه من بقايا النظام السابق في المواقع المختلفة، وخاصة كوادر الحزب الحاكم المتغلغلة في النسيج المجتمعي ومؤسسات الدولة، وبقايا جهاز أمن الدولة المنحل، ورجال الأعمال الفاسدين، وأعضاء مجلس الشعب المنحل، والصامتون المراقبون المنتظرون لما سيحدث، والمعادون لأي تغيير. وعلى الصعيد الخارجي تأتي القوى الخارجية، الإقليمية والدولية، التي تلاقت مصالحها على تحريك ثورة مضادة شرسة؛ تخوفاً من النتائج المتوقعة في حالة نجاح الثورة، والتي ستؤثر على مصالحها السياسية والاقتصادية على المستويين الإقليمي والدولي. وحتى تكون الدراسة مُركَزة، فقد اعتنيت بتقديم آليات وممارسات الثورة المضادة، مثل الإعلام الذي يُشكل أول وأهم وسيلة للثورة المضادة، فبواسطة الإعلام يتم نشر الفتن والقلاقل والإشاعات, وزرع المندسين في صفوف الثورات، واختطاف الأجندة الثورية، وإسباغ الطابع الطائفي على الثورة الشعبية. بجانب تقديم سياسات مواجهة الثورة المضادة، والتي تشمل إعادة الهيكلة السريعة والفاعلة للأجهزة الأمنية، واحتواء الجيش في المنظومة الثورية، وتعزيز دور المواطنين في مواجهة الثورة المضادة، وتبني سياسة خارجية ترسل تطمينات للجميع أن هذه الثورات تمد اليد للجميع متى توفر الاحترام المتبادل، والتعاون العادل، دون ظلم أو جور. |
---|