المصدر: | التقرير الاستراتيجي العاشر الصادر عن مجلة البيان: واقع الأمة بين الثورات والمرحلة الانتقالية |
---|---|
الناشر: | المركز العربي للدراسات الانسانية - مجلة البيان بالسعودية |
المؤلف الرئيسي: | أبو فرحة، السيد علي (مؤلف) |
المؤلف الرئيسي (الإنجليزية): | Abou Farha, Elsayed Ali |
المجلد/العدد: | التقرير 10 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
السعودية |
التاريخ الميلادي: |
2013
|
مكان انعقاد المؤتمر: | الرياض |
رقم المؤتمر: | 10 |
الهيئة المسؤولة: | مجلة البيان بالسعودية و المركز العربي للدراسات الانسانية بالقاهرة |
التاريخ الهجري: | 1434 |
الصفحات: | 151 - 173 |
رقم MD: | 454014 |
نوع المحتوى: | بحوث المؤتمرات |
قواعد المعلومات: | HumanIndex, IslamicInfo |
مواضيع: |
الأقليات
| الربيع العربي
| القومية العربية
| العالم العربي
| الاستعمار الغربي
| الأحوال السياسية
| النظم السياسية
| الأكراد
| الأمازيغ
| المسيحية
| الدروز
| الشيعة
| العلوية
| اليهود
|
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
مثل النطاق الجغرافي الممتد من الخليج العربي شرقا إلى المحيط الأطلسي غربا معبرا للأديان والثقافة والتجارة على مر القصور، وما ارتبط به من توافد ملل ونحل وأعراق من أرجاء مختلفة في العالم القديم للتوطن ببقاع متعددة من هذا النطاق الجغرافي، ولم تكن تلك الملل والنحل والأعراق والتي اصطلح على تسميتها لاحقا بالأقليات تمثل عبثا معتبرا في نشأة واستمرار الدولة الإسلامية، وذلك لإعمال الشريعة الإسلامية على نطاق واسع وقتثذ ووضوح موقفها من الأغيار. إلا أنه بعد ردح من الزمن شهد تحولات اجتماعية وسياسية تمخضت عن استيراد واعتماد الدولة القومية كإطار مؤسسي قانوني وسياسي حاكم لبلدان الوطن العربي في منتصف القرن العشرين، في أعقاب استقلال الكثير من أراضيه عن الاستعمار الغربي، وما صاحب ذلك من نشوء كيان سياسي مستحدث يسمى الدولة القومية بمفهومها الأوروبي مستند لعبث تقسيمي غربي لم يراع الاعتبارات الاجتماعية والثقافية والتاريخية لتلك المنطقة، بالتوازي مع إذكاء متعمد من قبل الاستعمار للنعرات في مناسبات مختلفة لما أضحى يسمى دوليا في وقت لاحق بـ"مسألة الأقليات" و"حماية الأقليات" في العديد من البلدان العربية والإسلامية. بيد أن الأقليات مارست في بلدان العالم العربي دورا معتبرا في تاريخه المعاصر- إيجابا أو سلبا- في إطار نظم سياسية اتسمت بالسلطوية أحيانا، أو نظم سياسية اتسمت بالهشاشة ورطت مجتمعاتها في مستنقعات دماء الحرب الأهلية أحيانا أخرى، وهو الدور الواجب اعتباره في مستقبل تلك البلدان في ضوء ما شهدته المنطقة العربية مؤخرا من تحولات سياسية شاع تسميتها إعلاميا بـ "الربيع العربي" حيث إن تلك التحولات السياسية قد تنال وبعمق من مفردات بنية النظام السياسي وما يرتبط به من تفاوضات المرحلة الانتقالية بين الفاعلين السياسيين والاجتماعيين حول شكل وطبيعة النظام السياسي المزمع، واحتمالات تأثير وتأثر وضعية الأقليات في تلك البلدان التي اتسمت بالاستقرار- سلبا من حيث تثبيت مشكلاتها، أو إيجابا من حيث تعظيم منافعها- استنادا للنظم السلطوية الحاكمة في السابق من ناحية، وطبيعة البنى الاقتصادية والاجتماعية لتلك المجتمعات من ناحية أخرى. وعلية فإن "مسألة الأقليات" في بلدان "الربيع العربي" لا ترتبط بالضرورة بوجود تباينات إثنية بمتغيراتها المختلفة العرقية، واللغوية والدينية، والطائفية في مجتمعات تلك البلدان كغيرها من دول العالم، وإنما ترتبط بما تبلوره تلك الكيانات الاجتماعية من مظاهر للتمايز تعكس هوية مغايرة لهوية الأغلبية تترجى إلى سلوك سياسي يرتبط بمنافع اقتصادية واجتماعية معينة تستند إلى تلك الهوية في الأساس، ليؤثر في مسارات العملية السياسية كحالة العلويين في سوريا، والحوشيين في اليمن، والقبائل المساندة لصالح قبل رحيله، أو القبائل التي كانت مساندة للقذافي في معركته الأخيرة، وما تعتمده الدولة من آليات ضبط اجتماعي قد تصطدم بسلوك أقلية ما، وما قد يرتبط به من احتمالات تعثر الدولة في القيام بدورها كإطار يستوعب السلوك السياسي لفئة ما من ناحية أخرى، ومن ثم يضحى على الأغلبية في النظام السياسي المزمع مسؤولية كبرى في إنجاح المرحلة الانتقالية، واستيعاب كل سلوك سياسي للأقلية بالدرجة التي تسمح بالحفاظ على التماسك المجتمعي لتلك الدول من جهة، وتلبية المطالب المشروعة لتلك الأقليات من جهة أخرى، مع مراعاة الاعتبار للخصوصيات الثقافية للكافة أغلبية وأقلية بالدرجة التي لا تنال من تحقيق واستمرار التعايش في بوتقة واحدة من جهة ثالثة. |
---|