ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







التكوين العلمى فى العلوم الاجتماعية حالة دول الخليج العربى

المصدر: المستقبل العربى
الناشر: مركز دراسات الوحدة العربية
المؤلف الرئيسي: التركى، ثريا (مؤلف)
المجلد/العدد: مج 35, ع 400
محكمة: نعم
الدولة: لبنان
التاريخ الميلادي: 2012
الشهر: يونيو
الصفحات: 154 - 167
ISSN: 1024-9834
رقم MD: 454015
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: EcoLink
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

65

حفظ في:
المستخلص: رغم أنّه لا يجب أن نقلّل من شأن التغيرات الإيجابية التي حدثت كتشييد البنايات، وإنشاء معامل الحاسوب، وبذل الجهود لتغزيز التنوع في اختيار الأساتذة، وكذلك تعزيز برامج مثل برامج تبادل هيئات التدريس، إلا أن الحالة الصحية للعلوم الاجتماعية في جامعات الخليج ليست على ما يرام، بل انّها في حالة سيئة. كما رأينا، توجد أسباب عديدة لهذا الوضع منها تشكك الحكومات ومعارضة علماء الدين وغيرهم من العناصر الرجعية في المجتمع، والاعتقاد السائد بأن العلوم الاجتماعية "تعوزها الجدية" مقارنة بالعلوم، وبالهندسة وبالطب وبعلوم الحاسوب والزراعة، وعدم قدرة أو عدم رغبة المدارس الثانوية والجامعات في إدراج دراسة الفلسفة ضمن مقتضيات الحصول على شهادة إتمام الدراسات الثانوية والدراسات الجامعية والدراسات العليا، والموقف المتعنت للإداريين وكبار الأساتذة الذين يفضلون الحفاظ على مناصبهم ومميزاتهم على تأييد الإصلاح التعليمي الحقيقي في برامج علم الاجتماع إلى آخره. وثمة سببان آخران يجدر ذكرهما؛ أولاً، عدم الاستقرار في ملاك أساتذة علم الاجتماع. ونمى إلى علمي أنّه بينما عيّنت بعض جامعات الخليج، بما فيها جامعة الإمارات، علماء مرموقين، إلا أنهم لم يبقوا بها إلا فترات قصيرة جداً؛ ثانياً، يمكن أن نذكر الطريقة العشوائية التي تدفع ببعض المنهجيات إلى الصدارة. ويبدو، إلى حد ما على الأقل، أن بعض المنهجيات أصبحت مرموقة إلى درجة ترجمة نصوصها إلى اللغة العربية. ونصيب الأسد من هذه النصوص كان للنصوص المصرية وهي كتابات تندرج في "النظرية البنيوية-العلمية" وهي نظرية احتلت مكاناً ثانوياً بل ووصلت إلى سلة المهملات منذ سنوات طويلة بسبب عدم قدرتها على تفسير التغير الاجتماعي ( ). وفي مواجهة هذه الظروف ماذا يجب أن نفعله؟ لابد من استراتيجية متعددة الجوانب إذا كان هناك أمل في تغيير الوضع السائد. لابُدَّ لوزارات التعليم والثقافة أن تحصل على مزيد من الاستقلال من التدخلات السياسية على سبيل المثال. يجب أن يسمح لأقسام علم الاجتماع ان تقيم الصلات بكيانات القطاع الخاص ومنظمات القطاع المدني بغية الاحتفاظ بدورة ديناميكية من المبادرة والاستجابة في مسألة الإسهامات الممكن تقدديهما للمجتمع الأوسع. ويجب أن يسمح لأقسام علم الاجتماع أن تقيم الصلات بكيانات القطاع الخاص ومنظمات القطاع المدني بغية الاحتفاظ بدورة ديناميكية من المبادرة والاستجابة في مسألة الإسهامات التي يمكن لتلك الأقسام أن تقدمها للمجتمع الأوسع. لابُدَّ من ترشيد مخصصات الميزانية لصالح العلوم الاجتماعية. الأهم من كلّ ذلك هو التجديد الشامل للبرامج التي تقدّمها الجامعات في مجال العلوم الاجتماعية، كما يلي: 1. مناهج نموذجية متعددة ومستدامة في وحدات متخصصة في علم واحد (مثل علم الاجتماع، وعلم النفس والعلوم السياسية)؛ 2. إدراج الفلسفة، وفلسفة العلوم، وفلسفة العلوم الاجتماعية، كمواد جبرية للحصول على شهادات إتمام الدراسة الثانوية، وكذلك للحصول على الليسانس والماجستير والدكتوراه. 3. إدخال علم الإنسان كمجال قائم بذاته للدراسة مع العلوم الاجتماعية ومنحه وضعه الخاص في الأقسام. وأهمية النقط الأولى مرجعها الحاجة إلى التنوع في القسم الواحد، بحيث لا يسيطر عليه نموذج واحد، سواء كان النموذج "تقليدياً" أو "إيجابياً" أو ينتمي إلى ما بعد الحداثة، أو ذا طبيعة تفسيرية. وأهمية النقطة الثانية تتعلق بجوهر السعي الأكاديمي: ماذا يمكن أن تتطلبه المعرفة؟ ما هي الأسئلة التي نريد أن نطرحها؟ ما هي أكثر المناهج مناسبة للإجابة عن هذه الأسئلة؟ وكيف نضع لها المفاهيم؟ ما هي النتيجة المنطقية لتحليلنا هذا؟ أما النقطة الثالثة ذات الصلة فهي أن علم الإنسان من المحورية في مجال العلوم الاجتماعية بحيث يؤدى إغفاله المستمر إلى فقر أي تدريس أو بحث يتم في إطار علم الاجتماع. وعلى المدى الأطول، تحتاج العلوم الاجتماعية إلى زيادة اعترافها بقيمة علم الاجتماع في السياق الكامل لاكتساب المعرفة. وهذا لن يتم إلا لو أخذت الصفوة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية بزمام الأمور في تغيير نظام التقييم السائد فيما يتعلق باكتساب المعرفة، إن هذا ليس بالأمر السهل، بما أن هذه الصفوة اصبحت لها مصالح أكيدة في الاحتفاظ بالوضع الراهن، إلا أن التسليم بهذا المنطق هو بمثابة قبول الظروف الراهنة التي سيظل فيها علم الاجتماع بهذه الحالة المؤسفة: صحيح أنه لم يصل إلى حدّ الاحتياج لأجهزة الحفاظ على الحياة، إلا أنه دخل غرفة الإنعاش، وفرصته في الشفاء قليلة.

ISSN: 1024-9834
البحث عن مساعدة: 480822

عناصر مشابهة