المصدر: | البيان |
---|---|
الناشر: | المنتدى الإسلامي |
المؤلف الرئيسي: | الأزدي، حارث (مؤلف) |
المجلد/العدد: | ع 294 |
محكمة: | لا |
الدولة: |
بريطانيا |
التاريخ الميلادي: |
2012
|
التاريخ الهجري: | 1433 |
الشهر: | صفر / يناير |
الصفحات: | 73 - 77 |
رقم MD: | 454196 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
قواعد المعلومات: | IslamicInfo |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
إن تحالف النيتو والصهيونية والولايات المتحدة الأمريكية تفاجؤوا جميعاً بالثورات العربية، وهم في محاولات متكررة وجادة من أجل خرق هذه الوحدة الجماهيرية بإيجاد مناطق تأثير تسندها هي وتنفذ هذه المناطق أجنداتها، هذه القوى تريد حرف البوصلة العربية عن أهدافها، وستحاول ابتعاث الأقليات والمجاميع وإدامة الصراع تحت عناوين مختلفة لتنمية الصراعات ودفعها إلى أبعد نقطة مخافة الالتقاء وتحطُّم الفوارق؛ وبذلك يسقط مشروعهم المشترك الذين يعملون عليه جميعاً وهو مشروع الشرق الأوسط الكبير والجديد. إن ما جرى في الدول العربية من ثورات نجحت بالإطاحة بحكامها المستبدين أقلق دوائر القرار في إدارة الحرب الأمريكية فما كان منها إلا أن دفعت باتجاه اعتماد عملاء ( المنطقة الخضراء ) ومدِّهم بأسباب البقاء بإصدار الإشارات إلى العالم بالتغاضي عما يحصل في العراق؛ وإلا بماذا تفسر السكوت عن خمسة وعشرين شهيداً في تظاهرة يوم الخامس والعشرين من فبراير شباط الماضي ؟ ولماذا السكوت عن انتهاكات واعتقالات شملت الناشطين ؟ وكيف نفهم إشادة ممثل الأمين العام للأمم المتحدة بإنجازات حكومة نوري المالكي بمعية هذه الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان ؟ وربما ليس من نافلة القول أن نذكر أن في شهر واحد كان تعداد المعتقلين قد تجاوز الألفين، ومع هذا نجد السكوت المطبِق من منظمات حقوق الإنسان ومنظمات المجتمع المدني، وكيف وكيف...؟ ولا أدري إذا أطلقتُ العنان لقلمي كم يسطر من هذه الكيف ؟ ومع كل ما يحصل في العراق فإن تناغم الحَراك المجتمعي بطبيعته الثورية مع الثورات في بلاد العرب إيجابي وسينتج بإذن الله - تبارك وتعالى - تغييراً للوضع في العراق، يكون أبطاله الشباب الثائرون على نظام المحاصصة الطائفية والعرقية، الرافضون للاحتلال وما نتج عنه، العامدون إلى تغيير الدستور وإعادة كتابته على أسس الانتماء للبلد لا كما تمليه عليهم إدارة الاحتلال ودولة الإقليم المتمددة ( إيران ). هؤلاء الشباب يستمدون قوتهم من الله القوي العزيز ثم من انتمائهم لدينهم وتواصلهم العربي مع بقية الشعوب، وكيف لا وهم كانوا طليعة من أسقط المشروع الأمريكي في العراق ؟ فليس من الحصافة والفهم أن يتغافل المتغافلون عمداً حَراكهم، بالتعامل على أساس الأمر الواقع مع حكومة عميلة صنيعة للاحتلال، ومثلما أعادت الثورات العربية الاهتمام بقضية فلسطين والقدس عاصمتها، وجعلتها تعود إلى الواجهة فسيكون للعراقيين شأنهم في إعادة العراق قوياً عزيزاً معافىً من أدران الاحتلال ونجس عملائه التابعين الأذلاء. إن مرحلة الثورات العربية ستُنتج فهماً جديداً وإعادة صحيحة لترتيب أوراق الشعوب، وستمنع - بإذن الله - ظهور دكتاتوريات جديدة كالتي شهدناها خلال العقود الماضية؛ إذا ما أحسنت هذه القوى أحكامها في تنظيم العقد الاجتماعي الذي على أساسه يكون التجمع والاجتماع والحركة داخل المجتمع الذي تنتمي إليه، ولا شك إن لكل مجتمع خصائصه ومميزاته فعلى القائمين على هذه الثورات أن يضعوا البصمة الواضحة لهم لكي يتجاوزوا اختلاط الأوراق وضياع المفاهيم؛ فكما يقال : إن الذي أوله شرط آخره نور. نوَّر الله لهذه الأمة طريقها وجعلها على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك. |
---|