المستخلص: |
في إطار محاولات إعادة كتـابة تاريـخ الجزائر القـديم، يواجه الباحـثون المتخصصون في الجزائر إشكالـية هوية الإنسان المغاربي القديم، ومسألة الانتماء إلى الربوع الجغرافية القديمة التي حددتها المصادر الكتابية الكلاسيكية؛ حيث لم تكن تعتبر تلك المصادر الإنسان النيوليتي الصحراوي جزءً من المنظومة الاجتماعية لسكان بلاد المغرب القديم، ومن هنا جاءت تسميته في المصادر القديمة بالإنسان الصحراوي وليس بالإنسان اللوبي أو المغاربي – كما هو في المفهوم السوسيولوجي المعاصر - إن المتتبع لتاريخ الجزائر القديم في هذه المسألة يعرف أن الرسوم الصخرية كانت مرحلة أولية للكتابة، والإشكالية التي تدور حولها الدراسة هي: هل يمكن اعتبار الرموز الكتابية للتاماهق (الكتابة التيفناغية) امتدادًا للكتابات الأمازيغية الموجودة في كامل ربوع البلاد المغاربية ؟ وإذا كانت الإجابة من خلال المصادر المادية والكتابية بنعم أو يمكن، فهل يمكن اعتبار الإنسان الصحراوي في هذه الحالة ليس سوى جزء لا يتجزأ من المجتمع المغاربي القديم الانقسامي وليس كما تبينه الدراسات الاستعمارية المتخصصة في تاريخ المغرب القديم بكونه عنصرا لا ينتمي للمجتمع المغاربي القديم في مفهومه الشامل؟
|