المصدر: | مجلة مركز الدراسات الفلسطينية |
---|---|
الناشر: | جامعة بغداد - مركز الدراسات الفلسطينية |
المؤلف الرئيسي: | عبدالله، ناجي محمد (مؤلف) |
المؤلف الرئيسي (الإنجليزية): | Abdullah, Nagi Mohammed |
المجلد/العدد: | ع 10 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
العراق |
التاريخ الميلادي: |
2009
|
الشهر: | كانون الأول |
الصفحات: | 24 - 38 |
رقم MD: | 454835 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
قواعد المعلومات: | EcoLink |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
الناشر لهذه المادة لم يسمح بإتاحتها. |
المستخلص: |
إن إسرائيل ستبقى جزءا مهما لا يتجزأ من النظام الغربي، مادام بقي المشروع الغربي والأمريكي هو منع تقارب عربي-عربي أو عربي- إسلامي يؤدي إلى بلورة نهضة عربية إسلامية، قد تقود إلى نظام شرق أوسطي لا يسمح بتفاعلات دولية من خارج الإقليم، وعليه تبقى إسرائيل المرشح الأقوى لأداء الخدمات للمشروع الغربي في المنطقة إلى حد أن تجعل القادة الأمريكيين لا يفكرون بالتخلي عن الدعم الإقليمي الذي يقدمه إليهم الجيش الإسرائيلي، كونه يعد بمثابة قاعدة غربية-أمريكية متقدمة في الشرق الأوسط، وهو ما يدفعهم إلى مساندة إسرائيل، فهي رغم صغر مساحتها تعد بمثابة حاملة طائرات ثابتة، فضلا عن وجود قناعة أمريكية: بأن الاعتماد على قوة عسكرية قادرة على تدمير أي جيش عربي، هو أكثر أهمية من أي تقدير أو اعتبار للعالمين العربي والإسلامي، فإسرائيل ما تزال الدولة المفضلة لأمريكا، وتمتلك القدرة في حالة نشوب أزمة إقليمية كبرى لا على أن تكون قاعدة عسكرية أمريكية حسب، بل على أن تسهم في أي تدخل عسكري أمريكي أيضا ، هذا من ثم يجعل من مكانة إسرائيل في الإستراتيجية الأمريكية أكثر استقرارا من أن يصيبها التراجع في المستقبل المنظور بدلالة عدم تأثر هذه المكانة رغم كل المتغيرات منذ انتهاء الحرب الباردة وحتى احتلال العراق، فقد استمر الدعم الأمريكي لها في كافة الجوانب، وتعد إسرائيل الدولة الوحيدة المتلقية للمساعدات الأمريكية التي لا يطلب منها تقديم كشف حساب عن الكيفية التي أنفقت بها أموال المساعدات، فمن الصعب بمكان أن نتصور وجود أنموذج أخر وفرت فيه دولة لدولة أخرى قدرا مماثلا من الدعم المادي والدبلوماسي لمدة طويلة باستثناء الحالفات وقت الحرب، وهذا تفسير لما يقصده الأستاذ ادوارد سعيد بقوله: ((حتى الذي يستمع إلى السياسيين الأمريكيين، وهم يرددون الترتيلة المعهودة عن دعم إسرائيل وإبقاءها قوية، لا بد أن يدرك :إن القضية لديهم تتجاوز بلد أو دولة، بل إنها تحولت فكرة أو تعويذة من نوع ما)). من هنا يمكن أن نفهم دواعي الإصرار الأمريكي على جعل إسرائيل مركزا محوريا لتفاعلات المنطقة عن طريق إشراكها في جميع المشاريع الإقليمية التي ترعاها الولايات المتحدة، كما في مشروع الشرق الأوسط الكبير. ولكن بالمقابل أدركت الولايات المتحدة خاصة بعد أحداث 11 أيلول 2001، بأن أهم الأسباب التي أدت لهذه الهجمات، وما تلاه من موقف عربي وإسلامي ساخط ومعادي ضدها هو هذا الدعم غير المحدود لإسرائيل، وعدم نزاهة دورها الذي تقوم به لإحلال السلام في الشرق الأوسط، وهذا أدى بالنتيجة إلى ظهور مساعي أمريكية جديدة للقيام بدور أكثر واقعية، كان الأهم فيها الاعتراف بحقوق الفلسطينيين بدولة مستقلة، وإعطاء أهمية للرؤية العربية بشأن إنهاء الصراع ترجمته سلسلة الزيارات المتكررة للمسئولين الأمريكيين إلى الدول العربية، واللقاء بقادتها والإصغاء لوجهة النظر العربية، ولكن هذا لا يعني أيضا الرضوخ للمطالب العربية على وفق القرارات الدولية، وإنما ستأخذ الولايات المتحدة بالحسبان الحجج الإسرائيلية بشأن السلام، وستكون هناك شروط واملاءات أمريكية على العرب. |
---|