المستخلص: |
يناقش الكتابُ بفصوله الثمانية كتاباً وباحثين حداثيين تعاملوا مع القضايا الأخلاقية، كما ظهرت من جراء التحولات المناخية والتاريخية، ومن رماد أوربا المدمرة بعد الحرب، والمناخ التآمري لأمريكا في حربها الباردة، وصولاً إلى العولمة المتصاعدة في نهاية القرن العشرين. أما بالنسبة للكاتبة الألمانية كريستا وولف (من ألمانيا الشرقية سابقاً)، والروائي الأمريكي بول أوستر، فإنهما يريان أن كدمة الحداثة مازالت باقية، وأن حالة الإصلاح الاجتماعي لا تزال شاقة. والتقت رؤيتهما هذه مع الباحثين الجدد والمعلقين الاجتماعيين من أمثال ميشيل فوكو، يورجين هاربرماس، زغمانت بومن، ونعومي كلين، وهم جميعاً عبروا عن انشغالهم الدائم وشبه الإلزامي بالمسألة الأخلاقية، لما رأوه من عالمٍ ذي إمكانيات محدودة. والخلاصة أن الكتابة التي ظهرت بعد الحرب وأطلقت على نفسها- ما بعد الحداثة- عززت في الواقع المحاولة لصياغة موضوعات أخلاقية من قبل الحداثيين الأوائل، وكرس أصحابها جهدهم للتحرر من رهبة الحداثة.
|