المستخلص: |
إن التشابه - الذي يبلغ أحيانا حد التطابق - بين أفكار “ديكارت” وأفكار “ليبنتز” قد يبعث على الاعتقاد بأن فلسفة هذا الأخير تنخرط ضمن التقليد الديكارتي في كل ملامحها. وهذا هو الحاصل فعلا. ولكننا نرى في هذا المقال أن هناك تباينا واضحا بين فيلسوف “الكوجيتو” وفيلسوف “المونادولوجيا”، على المستوى الإبستيمولوجي والمنهجي، حيث أقمنا موازنة بينهما أبرزنا فيها ذلك التقابل الموجود بين حدسانية ديكارت وشكلانية ليبنتز، وبين النزعة التجديدية التي توجه فكر ديكارت وتنََكُّرَه للتاريخ وكل أشكال التقليد وبين الميل إلى التوفيق بين المذاهب القديمة والإبداع الذي يطبع فلسفة ليبنتز. كما بيناّ أيضا الفوارق الجوهرية الموجودة بينهما في تمثلهما للنموذج الرياضي، والتباين القائم على مستوى نظرية المعرفة.
The obvious similarity between René Descartes and Gottfried Wilhelm Leibniz may suggest that the philosophy of the later is totally in line with the Cartesian tradition. However there are many methodological and epistemological divergences between the Cogito’s philosopher (Descartes) and the Monad’s philosopher (Leibniz). In this article we intend to compare and contrast on one hand, the formalism of Leibniz and his tendency to reconcile the traditional doctrines with creativity, and on the second hand, the intuitionism of Descartes, his revolutionary tendency, and his rejection of history and all kinds of tradition. Significant and profound divergences between them in terms of their representation of mathematical model and in the theory of knowledge are also highlighted
|