المستخلص: |
عرفت المرحلة الاستعمارية نظاما استدماريا عمل على تفكيك و طحن البنية الاجتماعية التي كانت قائمة و جردها من كل مقوماتها الاجتماعية و السياسية و الاقتصادية, الشيء الذي ترتب عنه آثار سلبية عميقة على القدرة الذهنية و النفسية للفرد الجزائري الذي أصبح يعيش "حالة إستلانوميا" كما قلنا. أما عن الشرائح الاجتماعية التي بدأت تتشكل إبتداءا من الحركة الوطنية فكانت وليدة حركتين متعاكستين: حركة التدمير و حركة مقاومة هذا التدمير أعطى لنا في النهاية شرائح اجتماعية جديدة أصبحت هي قوام البناء الاجتماعي لما بعد الاستقلال مباشرة, و التي قادت أو شاركت أو عايشت انطلاقة المشروع التنموي و بناء الدولة الجزائرية المعاصرة,و الميزة الأساسية التي تميز هذه الشرائح أنها مفرغة من كل قوة اقتصادية أو مهارة تكنولوجية, فهي شرائح تشكلت و تحددت كياناتها على خلفية مقاومة الاستعمار و التحالفات و النزاعات و الصراعات على مناطق السلطة و النفوذ في قيادة الثورة التحريرية و تحضيرا لما بعد الاستقلال بهدف إنتاج دولة حديثة و قيادة مشروع تنموي, فهذه العلاقة التفاعلية أفرزت في النهاية ثلاث شرائح اجتماعية مثلت قاعدة النظام السياسي في الجزائر,
|