المستخلص: |
يجدر التنويه في ختام هذه المقالة بأن ما يعرف بالغرق المعرفي أو حمل المعلومات هو من إفرازات التطور الهائل الذي شهده البحث العلمي والحركة الثقافية والفكرية في البلدان المتقدمة في القرن العشرين، والذي تواصل في الألفية الثالثة وتعدد وسائل نشر المعرفة وبثها والتي أخذت أشكالاً متنوعة، منها الورقي، ومنها السمعي البصري، ومنها الإلكتروني والرقمي. وإن كان ذلك يمثل مؤشرًا إيجابيًا على التقدم الذي أحرزته البشرية في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، فإنه يمثل في الوقت ذاته ظاهرة غير صحية لما يسببه من آثار سلبية على صحة الفرد وأدائه المهني. وعليه، فينبغي على الفرد أن يتعامل مع هذه الظاهرة بإيجابية آخذًا بعين الاعتبار نصائح علماء النفس وإرشاداتهم، وأن يتعلم الأساليب العلمية التي تمكنه من ترشيح المعلومات، وخاصة تلك المتأتية من شبكة الإنترنت. وفيما يتعلق بالعالم العربي الإسلامي فينبغي عليه أن يغير من موقفه واتجاهه السلبي تجاه المعرفة التي تمثل أداة القوة الحقيقية والتي من دونها سيبقى على هامش التاريخ، وأن يعمل على إنتاجها بدلاً من الاكتفاء بدور المستهلك السلبي، وذلك وفقًا لما ورد في بعض الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث الشريفة التي تحث الإنسان على طلب المعرفة وإعمال العقل والتدبر.
|